تفرّد العراق عن جميع الدول المشاركة في مؤتمر دافوس الأقتصادي المنعقد في المملكة الأردنية الهاشمية وكعادته في تسجيل أطول وأعرض وفد حكومي ملائكي (نسبة للحكومة الملائكية التي يراها الجعفري )...حيث بلغ عدد الوفود العراقية المشاركة في هذا المؤتمر...ستة وفود رسمية كل على حدةٍ...وهي على التوالي وفد نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي ...وفد رئيس البرلمان سليم الجبوري ..وفد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني وثلاثة وفود للسادة نواب رئيس الوزراء المدرجة أسمائهم أدناه :
1-صالح المطلك
2-روز نوري شاويس
3-بهاء الأعرجي
وللحكومة الملائكية تأريخ حافل بتعدد الوفود للمناسبة الواحدة ... والمبالغة بعدد اعضاء الوفد الواحد..وليس بعيد عنّا عدد أعضاء الوفد الذي رافق الرئيس فؤاد معصوم في زيارته الى تركيا الشهر الماضي حيث كان عددهم أكثر من 42 شخصاً ! لأنه لا يمكن له أن يكون رئيسا يمثل العراق مالم يحمل معه في سفينته من كل زوجين إثنين من الكيانات والفرق المتعددة في العراق ! كذلك تعدد الوفود ووفرة أعداد أعضاءها في مناسبات سابقة كوفود التعزية بوفاة الملك فهد بن عبد العزيز ثم الملك عبد الله وغيرها مناسبات كثيرة ...ولكن وفود مؤتمر دافوس لها خصوصية تختلف عما سبقها ومثيرة للغاية ...ليس بتعدد الرؤوس وعدم التنسيق فيما بينهم فحسب ! وإنما بسبب الوقت الحرج الذي يعيشه العراقيون ...
والظروف السيئة التي يمر بها البلد وحالة التقشّف والخسارة الكبرى سقوط محافظة مهمة بحجم الأنبار بأيدي شراذم داعش الأشرار ! تلك هي المأساة وتلك هي المفارقة العجيبة التي تميّز بها المسؤولون العراقيون عن غيرهم ! لقد أرادوا أن يثبتوا للعالم أنهم أقوى من كل الظروف وأنهم بمستوى التحديات ولا شيء يثنيهم عن أداء الواجب والحضور الى مؤتمر دافوس وحتى لو ضاع نصف العراق ! وأرادوا ان يثبتوا للعالم أيضا أن العراق لازال سالما منعما وغانما مكرما...وواحدا موحدا .. فلا شبهة إختلاف بين مواطنيه ولا وجود للإختلاف بين سياسييه...لاطائفية ولاقومية فالجميع متساوون بالحقوق والواجبات والسفرات والسرقات! لافائدة من اللوم وكثرة علامات التعجب التي قللت استخدامها فلم تعد الكلمات بحاجة الى تنقيط نهاياتها بعلامة التعجب أو الإستفهام ...فالأمور باتت مكشوفة وتحمل أجوبتها بين طياتها ...وأيضا لا نود أن ننتقص من مكانة أحدٍ ولكنا كشعب نتسائل ونطلب من السادة رؤساء الوفود في هذا الظرف العصيب ماذا جنى العراق وشعبه من مؤتمر دافوس؟ فالأردن أعلن اليوم أنه إجتذب إستثمارات ب27 مليار دولار وقد تم توقيع الإتفاقيات واطلاق المشاريع في جميع القطاعات في الاردن وهنيئا للشعب الأردني ...فماهو نصيب العراق من دافوس ؟ أم لازلتم تطالبون بتسليح العشائر وتدريبهم ؟!
https://telegram.me/buratha