استبشر المواطن خيراً وهو يلاحظ التغيير الذي حصل في حكومة محافظة ذي قار الأخيرة ، فقد أظهرت الصور والفديوات المسؤول الجديد يجوب الشوارع والساحات ويتنقل من مكان إلى مكان أخر ، وكأنما يقول إلى الآخرين أروني كيف أعمل ، ليس كمثل الذين سبقوني ، ولكن فرحة المواطن في هذا التغيير سرعان ما تتبخر وتذهب أدراج الرياح على الرغم من عدم مرور الوقت الطويل على توليه المسؤولية والسبب الرئيس في ذلك أنه غير مؤهل إلى تولي هذا المنصب وكأن المثل الشعبي الشائع (مثل حصان الريسز بس أول هده ) لان مخافة الله وروح الوطنية مفقودة عنده ، وهمه الأول كيف يجلب عوائد إلى حزبه وكتلته من المنصب الذي هو فيه ، لان هناك لجنة اقتصادية داخل الكيان السياسي الذي ينتمي اليه تحثه على تقديم أكثر العطايا وإلا سوف يكون مصيره خارج حلبة المنصب فيتبع الطرق المتلوية وغير الشرعية من اجل إرضاء اللجنة الاقتصادية في كيانه السياسي ، فيأهمل تقديم الخدمات للمواطن ويتحول من مواطن نزيه إلى مسؤول فاسد متبع العديد من الأمور والوسائل التي تحافظ على المنصب إن الأناقة والشياكه والزي التي يتمتع بها المسؤول لا تجدي نفعاً مع المواطن المحتاج الى الخدمات والتي يفتقدها على مر السنوات السابقة ومحروم منها والتي يذكرها المسؤول له إثناء فترة الانتخابات فقط .
لقد تلاشى الحس الوطني لدى المسؤول وأصبح لديه الحس الشخصي مدعوم بالقوة الكهربائية الحزبية لينظر إلى فترة بقاءه في المنصب كيف يستغلها ويخرج منها ( متروس الجيب ) وليس فاضي اليدين ، فيركض ركض الوحوش ، عسى أن يظهر في المقدمة ، ولكن الطريق يفاجئه بكثير من المعرقلات التي لم يحسبها سابقاً ، فيصبح جليس الكرسي لأنه لن يقدر على المقاومة ، مقاومة النفس الإمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .
أن سباق المسؤول اليوم مع المنصب كسباق خيول الريسز أي خيول السباق والمراهنات فإما يعتبرها نزهة ومتفرج وإما يظهر خسران نتيجة المراهنات فيبيع دينه وسمعته وكرامته ويصبح أسير سباق المنصب ، ففي بداية الأمر يظهر ( عضلاته ) وقوته كما يظهرها حصان الريسز ، ولكن المطاولة لم تكن قوية إلى نهاية السباق فيجد نفسه أخر السباق يجر أذيال الغيبة والخسران على اليوم الذي قبل به هذا المنصب . فقد لعنوا الكثيرون من قبله لأنهم فقدوا دينهم وأوصلوهم إلى نار جهنم بسبب إتباعهم شهوات الشيطان .
أن طبيعة عمل المسؤول العراقي تختلف اختلاف جذري عن طبيعة عمل المسؤول الأجنبي الذي يعمل وفق خطط مدروسة وبرنامج عمل معد وفريق عمل متعاون ذات رؤى واضحة الهدف منها خدمة المواطن وليس خدمة المسؤول .
لقد اتضحت المسألة لدى المواطن العراقي وبالخصوص المواطن الذيقاري أن ما حصل من تغيير في حكومة ذي قار المحلية هو ليس السعي والتنافس من قبل المسؤول على تقديم الخدمة للمواطن ، بل هو السعي والتنافس على المنصب ليس إلا بحيث كيف يستفاد منه وحاشيته وحزبه ، وإما المواطن فعليه أن ( يضرب رأسه بالحائط ) .
أن المسؤولية تدعو المسؤول إلى أن يكون في مقدمة من يقدم الخدمة للمواطن على طول توليه المنصب ، ليس فقط في الأيام الأولى من توليه المنصب نجده في كل حارة وشارع ويعلن حربنا حرب الشوارع ، وبعد فترة يختفي في مكتبه ويصبح أسير التصريحات الرنانة والوعود الكاذبة لينطبق عليه المثل الشعبي ( مثل حصان الريسز بس أول هده ) .
https://telegram.me/buratha