المقالات

حصان ... الريسز

3110 03:31:23 2015-05-25


استبشر المواطن خيراً وهو يلاحظ التغيير الذي حصل في حكومة محافظة ذي قار الأخيرة ، فقد أظهرت الصور والفديوات المسؤول الجديد يجوب الشوارع والساحات ويتنقل من مكان إلى مكان أخر ، وكأنما يقول إلى الآخرين أروني كيف أعمل ، ليس كمثل الذين سبقوني ، ولكن فرحة المواطن في هذا التغيير سرعان ما تتبخر وتذهب أدراج الرياح على الرغم من عدم مرور الوقت الطويل على توليه المسؤولية والسبب الرئيس في ذلك أنه غير مؤهل إلى تولي هذا المنصب وكأن المثل الشعبي الشائع (مثل حصان الريسز بس أول هده ) لان مخافة الله وروح الوطنية مفقودة عنده ، وهمه الأول كيف يجلب عوائد إلى حزبه وكتلته من المنصب الذي هو فيه ، لان هناك لجنة اقتصادية داخل الكيان السياسي الذي ينتمي اليه تحثه على تقديم أكثر العطايا وإلا سوف يكون مصيره خارج حلبة المنصب فيتبع الطرق المتلوية وغير الشرعية من اجل إرضاء اللجنة الاقتصادية في كيانه السياسي ، فيأهمل تقديم الخدمات للمواطن ويتحول من مواطن نزيه إلى مسؤول فاسد متبع العديد من الأمور والوسائل التي تحافظ على المنصب إن الأناقة والشياكه والزي التي يتمتع بها المسؤول لا تجدي نفعاً مع المواطن المحتاج الى الخدمات والتي يفتقدها على مر السنوات السابقة ومحروم منها والتي يذكرها المسؤول له إثناء فترة الانتخابات فقط .

لقد تلاشى الحس الوطني لدى المسؤول وأصبح لديه الحس الشخصي مدعوم بالقوة الكهربائية الحزبية لينظر إلى فترة بقاءه في المنصب كيف يستغلها ويخرج منها ( متروس الجيب ) وليس فاضي اليدين ، فيركض ركض الوحوش ، عسى أن يظهر في المقدمة ، ولكن الطريق يفاجئه بكثير من المعرقلات التي لم يحسبها سابقاً ، فيصبح جليس الكرسي لأنه لن يقدر على المقاومة ، مقاومة النفس الإمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .
أن سباق المسؤول اليوم مع المنصب كسباق خيول الريسز أي خيول السباق والمراهنات فإما يعتبرها نزهة ومتفرج وإما يظهر خسران نتيجة المراهنات فيبيع دينه وسمعته وكرامته ويصبح أسير سباق المنصب ، ففي بداية الأمر يظهر ( عضلاته ) وقوته كما يظهرها حصان الريسز ، ولكن المطاولة لم تكن قوية إلى نهاية السباق فيجد نفسه أخر السباق يجر أذيال الغيبة والخسران على اليوم الذي قبل به هذا المنصب . فقد لعنوا الكثيرون من قبله لأنهم فقدوا دينهم وأوصلوهم إلى نار جهنم بسبب إتباعهم شهوات الشيطان .

أن طبيعة عمل المسؤول العراقي تختلف اختلاف جذري عن طبيعة عمل المسؤول الأجنبي الذي يعمل وفق خطط مدروسة وبرنامج عمل معد وفريق عمل متعاون ذات رؤى واضحة الهدف منها خدمة المواطن وليس خدمة المسؤول .
لقد اتضحت المسألة لدى المواطن العراقي وبالخصوص المواطن الذيقاري أن ما حصل من تغيير في حكومة ذي قار المحلية هو ليس السعي والتنافس من قبل المسؤول على تقديم الخدمة للمواطن ، بل هو السعي والتنافس على المنصب ليس إلا بحيث كيف يستفاد منه وحاشيته وحزبه ، وإما المواطن فعليه أن ( يضرب رأسه بالحائط ) .

أن المسؤولية تدعو المسؤول إلى أن يكون في مقدمة من يقدم الخدمة للمواطن على طول توليه المنصب ، ليس فقط في الأيام الأولى من توليه المنصب نجده في كل حارة وشارع ويعلن حربنا حرب الشوارع ، وبعد فترة يختفي في مكتبه ويصبح أسير التصريحات الرنانة والوعود الكاذبة لينطبق عليه المثل الشعبي ( مثل حصان الريسز بس أول هده ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امجد محمد الزرفي
2015-05-26
الله اعلم مافي نفوس المسؤولين الذين لايتحملون ذرة مسؤولية ولاكن المواطن المخدر الذي لاحول ولاقوة نتيجة الالم التي تلقاها من مسؤوله المنتخب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك