إثنتا عشرة سنة مرّت على سقوط النظام الديكتاتوري ولازالت الفتن تعصف بنا يمينا وشمالاً...ولازال الشارع يتحكّم فيه الجهلة وفاقدو الرأي والبصيرة ...يتلاعبون بمصير ومقدرات الناس الأبرياء وفق أهواءهم المتعددة والمتحركة كالكثبان الرملية تتحرك وفق ماتشتهي رياح الفاسدين المتوارين خلف الكواليس ...
إثنتا عشرة سنة الشعب العراقي ضحية يدفع ثمن عبث المتخلفين والطائفيين الدمويين من دعاة الفتنة إصحاب المنابر الملوثة والسياسيين الفاسدين... فأولئك هم الذين بثوا الأمراض الطائفية في المجتمع العراقي وشجعوا أتباعهم الجهلة على ركوب موجة الطائفية العمياء...حتى حوّلوا الشارع العراقي الى بركان يغلي تتحكم فيه الجهلة والدهماء ...ففي أية لحظة وعلى أتفه وأحقر الأسباب تنطلق شرارة الفتنة ويعم الخراب والدمار ...حتى بات بعضهم يتمنى هلاك البعض الآخر ... لالذنب أو جريمة إقترفها...وإنما نزولا عند رغبة النافخين في نيران الفتن والمؤججين للكراهية والقتل من أصحاب الموروث الروائي السقيم الذي خطّته لهم أنامل المرضى والمجانين عبر التأريخ الطويل...حتى لايستقر هذا الشعب ولايهنأ في حياته أبداً ...ولن يتحقق لهم هذا الأمر وتستمرهذه الغاية الخبيثة ...مالم يواصلوا إذكاء الفتنة الطائفية ...وصب الزيت على نارها من خلال المغفلين والجهلة الذين لايعلمون مايعملون ...وقد نجحوا الى حدٍّ ما بخلق تيارين متنازعين حد الموت ...
الأول إمتهن السب واللعن والثاني إمتهن التكفّير والتفجير..! وقد ذهب مئات الآلاف من العراقيين ضحية هذه اللعنة الطائفية والتي لازالت نيرانها مستعرة ...ولسوف تستمر طالما إمورنا ومصائرنا يتلاعب بها الجهلة والسرّاق وتجّار السياسة والدين... الذين يقاومون كل دعوة وطنية تنطلق من العقلاء واصحاب الخطاب الديني المعتدل لإخماد نيران الطائفية ... يقاومها أولئك المنافقون بالتشكيك والتكذيب وإطلاق التصريحات المحرّضة لإعادة شحن أتباعهم طائفياً وإعادة ترسيخ العدوانية والحقد في نفوسهم على الطرف الآخر!!! ولاأعتقد أنهم يتخلوْن عن مواقفهم هذه ويتراجعون عن غيّهم وإنحرافهم بسهولة ويسر...فهذه هي بضاعتهم ومصدر عيشهم ولايحسنون غيرها ... ولكن رسالة المواطن العراقي البريء الذي لايريد إلا ان يعيش سالما مع أطفاله ...رسالته الى الحكومة العراقية والى القضاء العراقي والى أصحاب المنابر الدينية والى كل السياسيين المتنفذين في الدولة.... اوقفوا الطائفيين والجهلة ومروّجوا الفتنة عند حدّهم ...
كفى عبثاً في شؤوننا ؟ كفى ظلما ورعبا لأطفالنا ؟ أحيلوا أصحاب الخطاب الطائفي المحرّض الى القضاء ؟ لاتتهاونوا بدماءنا ؟ فالى متى يتلاعب بمصيرنا الجهلة ؟ الشعب العراقي ليس بحاجة الى الفتن الداخلية وإفتعال الأزمات والإحتـراب الطائفي فهو يواجه عدواً داعشياً شرساً نتمنى أن يكون خارجيا ولايختلط بأجندة المنافقين في الداخل... فتجار الطائفية في داخل العراق يحاولون خلط الأوراق وبأي ثمن ...فبالأمس أرادوا لأحداث الأعظمية والتي كان وقودها الأغبياء والجهلة أن تتحول الى فتنة طائفية ارادوا لها الإشتعال والإستمرار لفتح ثغرات أمنية لكي يتسنّى لداعش التسلل من خلالها الى العاصمة بغداد مثلما فتحوا لها حدود الأنبار ونينوى ! ولكنّ الله خيب آمالهم هذه المرّة... فأحذروا القادم أيها السياسيون؟
https://telegram.me/buratha