يتجاهل مسيرتكم كثيرون، فهي عصية على أكثر العقول، لذا قال منهم من قال، انتقد من انتقد.
تقضمون الأرض، دون أن تسمعون، أو تفكرون بما يفكهون، تتقدمون، تتحدون كل شيء، نعم كل شيء، الجو، التقتيل، طول المسافات.
اتهمتهم بتحضركم، ببعدك عن المدنية، حاول المعترضون، تحويل اعتراضهم على مسيرتكم إلى تساؤل، لاستغفال الآخرين.
استخدموا السيارات، ما هو مبرر هذه المسيرة الذي تجهد الأجساد، وتعطل البناء؟!
نعم بعضهم لا يفقهون؛ إنها مسيرة لأجل البناء.
بعضهم يتجاهل أنها مسيرة، ستغير خارطة الأرض، تغير مسار القوى، تعيد الأرض إلى المؤتمن من خالقها.
لتظهر شمس جديدة، تغير لون الأرض، شكل الإنسان، تعامله، ولائه، أنها مسيرة؛ ستؤدي لرفع الظلم عن وجه المعمورة.
هذه هي مسيرتكم، من يبحث عن أدلة، عليه أن يمتلك عقل، يحلل ويراقب ويدقق، ليرى حقيقتها، ومبررات التحدي لأجل أن تستمر.
نعم أنها تقصد باب الحرية، باب المقاومة، باب رفض التجبر والطغيان، لتزرع كل ذلك في النفوس، لتنتج رجال عشقوا الموت.
ثاروا بوجه الحاكم المغتصب في البحرين، واستمروا من وحي المسيرة، رغم كل التجبر والغطرسة، يقينا انه نصرهم آت، بوهج هذه المسيرة، وانعكاسها أيضا.
وقفوا بوجه الانحراف مع أول لحظات نداء" على المواطنين الذي يتمكنون من حمل السلاح دفاعا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، التطوع للانخراط في القوات الأمنية للغرض المقدس"،
انطلقت الملايين، تلبية لنداء الشهادة، انطلق السائرين اليوم ومن ساروا بالأمس، ليشكلوا حشدا إيمانيا، أذهل الدول الكبرى، وهز أذنابهم في المنطقة، وأعاد الأمل للمستضعفين.
وقفوا كما في اليمن، بوجه التهميش والتغييب والاستعباد، وصلوا قاب قوسين أو ادني من الانتصار، على قوى الشر، من وحي المسيرة، ونتائجها.
جلس الكبار؛ أمام دولة محاصرة منذ ما ينيف عن الثلاثون عام، صاغرين يسألونها؛ أن تقبل الاتفاق معهم، هذا كله انعكاس لضوء ووهج المسيرة الكبرى.
أي روح يزرعها المقصود بالمسيرة، وأي شعاع يخترق تلك النفوس، ليشع في أرجاء المعمورة، ليغيرها بشكل تام.
تصرف الأموال بتنافس، لم يشهد له العالم مثيل، من قتل الطمع وحب المال، في نفوس السائرين، وكيف.؟!ّ
تتحدى الموت، الذي يزبد ويرعد على الطرقات، قيض الصيف وزمهرير الشتاء، تحاول الطبيعية بكل ما لديها من جبروت، علها تعطل المسيرة لساعات، تجد السائرين أكثر إصرار، وأدوم ثبات.
مال لهذه المسيرة، كل خطوة فيها تتحرك عروش، لتقترب من الهاوية، أليس السائرين من البشر، فما بال خطواتهم ترعب السلاطين، لتشعرهم بقرب تهاوي عروشهم.
سخروا كل ما لديهم، من أذناب، إعلام يتجاهل، متفيقهين، متمرجعين، ملتحفين بلباس الدين والتقوى، جمعوا شتاتهم في الأرض، علهم يوقفون هؤلاء العزل عن مسيرتهم، دون جدوى.
حرب بلا هوادة، هذا ينتقد وذاك يتهم، دون أن تتوقف مسيرة عشاق الحرية، وعشاق التغيير وعشاق الانقلاب على مفاسد الواقع.
سيروا؛ فأنكم من سيرث الأرض، مهما تجبر أعدائكم، سيروا عدوكم يدرك عمق وبعد ونتائج ما تفعلون.
أكثر من ينتقدكم يدرك ما تفعلون.
ضاعفوا بذلكم ومسيركم.
لتدركون من تقصدون، علما وكرامة وآباء، ونصركم مضمون، وفوزكم قادم لا محال.
سيروا فدت تراب أقدامكم، كل قصور السلاطين والمتسلطين، فدت أنفاسكم كل أقلام الكتاب المؤيدين والمنتقدين.
أنتم علامات الغد العادل، وانتم بشائر خلاص الإنسانية.
https://telegram.me/buratha