المقالات

الحياة في سجنه والسجن في حياتهم

1348 22:50:14 2015-05-14

كثيرةً هي السجون, وقليلٌ هم المجرمون فيها, مكان يتنافس الحق مع الباطل, ليُدخِلَ فيه الخبيث, ويتنافس الباطل مع الحق, ليُدخِلَ فيه الطيب, مكان أجتمع فيه عبر التأريخ, أراذل الخلق بأشراف الخلق, فيَخرُج المجرمون منهُ محمولين على أكتاف الناس فرحاً بخروجهم, ويخرج المؤمنون منه محمولين على أكتاف الناس حزناً بخروجهم.

"الدنيا سجن المؤمن" صدق الرسول الكريم(صلوات ربي وسلامه عليه وآله)جدُّ الإمام المظلوم, والمسجون المسموم, موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) ونحن نسعى هذه الأيام إلى إحياء أنفسنا, عبر إحياء ذكرى خروجه من السجن, مسموماً مظلوماً؛ محمولاً مكبلاً؛ شاهداً وشهيداً, وقد جسَّد قول جدِّه, بالحمد والثناء لربه عندما قال "اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت, فلك الحمد" فبلغ بعبادتهِ ومناجاتهِ لربهِ, وسجدته الطويلة, أعلى مراتب الأنس.

 أي عشقٍ إلهي وصل إليه الأمام, حتى لقب بـ "راهب بني هاشم" وأيُّ تهمةٍ وِجهت لهُ وهو الطاهر أبن الطاهرين, والطيب أبن الطيبين, حتى قضى معظم عمره المقدس, الخمسةَ والخمسين عاماً, في سجون الظلم والظلام, أيُّ ظلمٍ وصلت إليه الأمة الإسلامية التي (لا إسلام فيها) حتى يُزجُّ أمامها المفترض الطاعة, في سجنها, ويرمى بجسده الطاهر مكبلاً بالحديد.

لقد أرادوا بطامورتهم الظلماء تلك, أن يطفئوا نور الإنسانية, فخسئوا بفعلتهم, لأنها إرادة الباري عزَّ وجلَّ عندما قال " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللـ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللـ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون"َ أرادوا بحبسهم للإمام (عليه السلام) إبعادهُ عن عيون الناس حتى ينسوه, ولكنهم حبسوا حبَّ الإمام في قلوب الناس على مرِّ العصور, حتى أذِنَ الخالق الجبار, أن يخرج هذا الحب ويرفع فوق قُبب النور ليعانق السماء, بحجة العلي الأعلى في كتابه العزيز "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ".

يُزيَّن الطغاة على مَرِّ التأريخ, أسماءهم بالألقاب التي لم تتشرف الحروف بالأنتماء إليهم, فَرشيداً ومُهيباً وخادماً للحرمين وغيرها, إنما هي أقنعةً إسلاميةً, لتغطية النفاق والحقد الدفين للأمةِ المعصومين وأتباعهم, بأفعالهم حكموا على أنفسهم بالذل والهوان, وقبعوا خلف قضبان طغيانهم, وكبلوا أيديهم بقيود الدماء الطاهرة, فما سجن هارون ببعيد عن سجن آل سعود, وما مظلوميةِ الشيخ النمر, إلا إمتداد لمظلومية إمامه الكاظم (عليه السلام) فما أشبه الطغاة بأفعالهم, وما أشبه النهايات.  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك