منذ نعومة أظافرنا، ونحن نسمع بالذكريات السيئة، عند أطفال أوربا، ومشاعر الحقد، على منظمة الكف الأسود، التي أشاعت الرعب والقتل والذبح في كل المدن الأوربية، وكانت أحد أسباب إنتشار المنظمات المتطرفة آنذاك، ومكانها الرئيس حيث ولدت، في دولة المجر سابقاً، وهنغاريا حالياً.
أي إستقلالية تهتم بها هنغاريا لكردستان أو لغيرها، خاصة إذا ما علمنا أن أفضل ما قدمته هذه الدولة للعالم، هو اللاعب بوشكاش ومكتبة كورفيينيانا، التي كانت تعد ثاني أكبر مكتبة بعد مكتبة الفاتيكان، وقد رحل اللاعب والمكتبة معاً في طي النسيان.
تأييد كسبه إقليم كردستان من بلد، نشأ على إشاعة العنف والخوف، أما الأخ البارزاني، فمن حقه أن يتحزب لقوميته، ولكن ليس من حقه أن يطوي عنق الحقائق، ويشوه الواقع، فهذا مناقض لقيمة الحرية، التي قاتلوا النظام الصدامي القمعي من أجلها، وما تصريحات الرئيس الهنغاري، إلا إثارة للوضع، وزعزعة للأستقرار، هنيئاً لكم يا دعاة التقسيم، على سياستكم الرعناء، ورئيسكم الغبي، وسعيكم لجعل العراق في فوضى دائمة!.
(أسوء من هزيمتنا في موهاكس)، مثل شائع عند المجريين، بسبب السياسة الخاطئة، التي إنتهجتها الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم، حيث خسرت هنغاريا أكثر من ثلثي أراضيها وسكانها، أما المثل فأطلق لهزيمتها في معركة موهاكس، وإحتلال العثمانيين للمجر في القرن الخامس عشر، وبذا فحري بالرئيس الهنغاري، أن يدافع عن تراث وحقوق شعبه، بدل أن يؤيد تقسيم العراق، فيا عجب كل العجب من رئيس غبي!.
شعب تعود أصوله، للبدو الرحل في وسط روسيا، وتفرقت مكوناته بين كاثوليك، وقبط، وأرثودكس، فجمعوا شتاتهم، وكونوا دولة المجر،ولولا كلمة سبقت من الإتحاد الأوربي، لما زالت هنغاريا في طور التكوين.
بقي أن نذكركم، بأن العراق بلدنا، والأكراد أخوتنا، والسنة أنفسنا، فلم يطلب من الرئيس المجري، تأييد او دعم لحقوق كردستان، فلا يكاد بيت عراقي، يخلو من مصاهرة بين عربي وكردية أو العكس، لذا لن تصنع المربى العفنة في صحن العراق الأصيل، حتى لو جمعت الفاكهة الأوربية، لأنها ببساطة بلا نكهة، وبالتالي فإن تصريحاتكم بائسة، كبؤسكم يوم موهاكس، لذا إنتبه عمن تتحدث؟ ومن تؤيد؟ وإلا ستتحول المجر الى حفلة للتأبين والتأنيب!
https://telegram.me/buratha