لا أعرف هل حياة العراقيون متعلقة على التنظير الإعلامي للسياسيين !!! لذلك نجدهم لا ينقطع تنظيرهم و لا لحظة ولا دقيقة ولا يوم ولا أسبوع ، فتسمع تنظيراً قد لا يسعدك ، أو تسمع تنظيراً يسعدك ولكن لا وجود له على أرض الواقع . فكل سياسي له شأن في نمطية تنظيره ، فهناك مهتم بتنظيره للشفافية التي غزة حياة العراقيين بعد التغيير ولم يجني منها شيء ، ليقدم شكواه إلى القمقم ، بأن العراقيين لم يفهموا الشفافية ، فماذا أفعل ؟!! أجابه القمقم : عليك بالسكوت وكفاك تنظيراً .. وأكرمنا بسكوتك ..
وهناك تنظيره دائماً خائفاً على العملية السياسية من الانهيار ، وكأن العملية السياسية ملصقة ( بتفال ) . سُرقت أموال الشعب العراقي ويعرف من هو السارق ويهرب بعلمه وبالتعاون منه ويطلق أن عندي ملفات فساد إذا ذهبت بها إلى مجلس النواب ( يظل يلطم على رأسه ) ومحتاج باسم الكربلائي أن ينشد قصيدة ( بس الوعود الكاذبة .. ) . وأن العملية السياسية في العراق مثل ( الماء في الصينيه ) . أخاف أن تتبدى وتنهار على الرغم من أن المئات من أبناء شعبنا يقتلوا بدم بارد ويعرف من القاتل ومن المحرض وهو ساكت يُنظر خوفا على العملية القيصرية أن تفشل .. وأخيرا هو فشل وسحب أذيال الغيبة خلفه .. متهستراً .. حاقداً.. محرضاً .. متصيداً بالماء العكر .. وأخيراً سوف يهرب ويترك العراق أرضاً محترقة .
وهناك من تنظيره ينصب على الوطنية فسعى إلى إلغاء منهج الوطنية في المدارس ، لتدرس بدل عنها النذالة والخسة والخيانة والرمي في أحضان الأعداء ، عسى منه أن يعيد أمجاد تنظيمه السابق بروح من العصرية المطعمة بأحقاد الماضي . أن الوطنية التي تنادي بها سطحية وليس لها أسس البناء الصحيح ، فأترك الساحة السياسية لأبناء الوطن الوطنيون .. وأذهب إلى حانات الخمر الانكليزية ، واقضي ما تبقى من عمرك .. فأن وطنيتك انكشفت وأصبحت لعبة بيد الأطفال .
وأنت يا مَن تبني تنظيرك على روح الطائفية ، فأن طائفيتك ينبذها الشعب العراقي الواحد بكل طوائفه ، وأنظر إلى حوليك ، فأنك أصبحت منبوذاً لدى طائفتك قبل الطوائف الأخرى ، لأنهم عرفوا كيف تريد أن تدمرهم وقد دمرتهم بمؤامراتك عليهم وشردتهم من ديارهم وسبيت نسائهم واستباحة دمائهم .. لعنتك طائفيتك .. ولعنك الشعب .. اللهم العنه لعناً وبيلاً .
وأنت يا من تُنظر ولم يفهم منك الشعب غير كلمة ( حبيبي ) ، فمرة حار ومرة بارد ، مرة مقاومة ومرة انسحاب ، مرة استعراض ومرة تهديد ووعيد ، مرة فوق ومرة تحت ، مرة أعلى ومرة أسفل .. مرة ابيض ومرة أسود ، لا نفتهم على أي مرسى ترسي .. مع الحكومة ضد الحكومة ، مع الشعب ضد الشعب ، مع إيران ضد إيران ، مع أمريكا ضد أمريكا ، مع السعودية ضد السعودية .. والله احتار الشعب بك .. ترسيها على مرسى .. وفض المشكلة .
وأنت يا من تبني تنظيرك على مبدأ الوسطية لتجعل نفسك بيضة ألقبان .. فأن البيضة قد فسدت من الداخل وبقية إلى الآن محافظة على قشرتها . فأن أصلاح الداخل أولى من أصلاح الخارج . فأن الرؤى غير واضحة المعالم ، وأن المرحلة خطيرة ، والمعالجات سطحية ، فالأفضل الابتعاد عن المسميات ، ووضع الحلول الناجعة التي تتلاءم مع الواقع ، ومسك العصا بقوة ، ورفعها بوجه أعداء الشعب العراقي ، كفى اربعاءات ومؤتمرات .. المرجعية الدينية تؤكد علينا بالقادة الأكفاء والنزهاء .. فهل أنتم عاملون بذلك ؟!!!
وأنت يا من تبني تنظيرك على القومية المقيتة ، فأن الشعب قد مقتك بكل قومياته ، لأنك أصبحت طرفاً في التقسيم ، فأن دولتك لم ولن تقم ، وأنت تعرف ذلك ، مهما توسلت ، وهما فعلت ، ومهما تأمرت ، فأن وحدة العراق باقية أرضاً وشعباً ، أنظر إلى شركاءك ، فأنهم هادئون ، لم يطبلوا في الإعلام إلى التقسيم على الرغم من أن هناك نفس التقسيم فيهم ، ولكنهم يميلوا إلى الوحدة .. كفاك جداوه من القوى العالمية والإقليمية لنيل الدولة .. فأن معطيات التقسيم لن تتم في الوقت الحاضر ولا في المستقبل .. خاوي من يخاويك .. ونصر من نصرك .. وتوكل على الله .. أن الله بصير بالعباد
https://telegram.me/buratha