قال لي أحد الأصدقاء المقربين: قرأت فيما وقع بيدي, إبان حكم حزب العبث العروبي, حيث كنا شباباً نتبادل بالتتابع, ما يقع بأيدينا من كتب قديمة بسرية تامة؛ خشية وقوعنا بأيدي جلاوزة النظام الظالم.
مما قرأته كتاباً, كان يتحدث عن حُكمٍ لطاغية مجرم, يحكم العراق ردحاً من الزمن, وقد رَجَّحَ الكتاب فترة الحكم لـ( 35) عاماً, مع تفاصيل اخرى لا مجال لذكرها, ومن الأحداث المذكورة بذلك الكتاب, أن حكماً لأتباعِ آل محمد صلوات ربي عليه وآله, تدوم ما بين ستة أشهر إلى تسعة.
يستأنف ذلك الصديق القول: كنت أتابع وأحسب الأيام الثقيلة ككل العراقيين, كون هناك اسم قد تم ذكره بالكتاب, ولكنه بثلاثة قراءات ! لا نعلم وقتها هل هي للتمويه, أو لم تكن واضحة لدى الكاتب, حيث الاختلاف باسم الأب, للشخص الذي يقود الحكم بعد الطاغية, ولم نستطع البوح في أي مكان عن ذلك البحث للوضع المخيف.
بعد سقوط الطاغية استرجعنا الأحداث المقروءة, والقول لذلك الصديق, فوجدنا أن القائد سيتعرض للقتل بظاهر الكوفة, وهي كما معلوم تسمية للنجف بالكتب القديمة؛ لنتفاجأ بأحد الأيام, بسماع فاجعة النجف بالأول من شهر رجب, حيث حصل انفجارٌ رهيب, وعند حسابنا للمدة الزمنية بعد سقوط هدّام, وجدنا أنها ستة أشهر.
كباقي العراقيين صرت من المتابعين للفضائيات, فقد تم فتح الفضاء الواسع, كان شغفي بالرامج البحثية حول علامات الظهور المقدس, وفي أحد الأيام أثناء متابعتي لبرنامج, من فضائية الكوثر, سأل سائل بالهاتف الشيخ الكوراني, هل نستطيع أن نقول أن الشهيد السيد الصدر الثاني, هو المقصود بالشهادة قبل الظهور, بظاهر الكوفة؟ وكان الجواب من قبل الشيخ علي الكوراني: كلا يا بني فإن العدد الذي تم اغتياله مع السيد الصدر, لم يكن مطابقاً للرواية, ونرى بأن السيد" محمد باقر الحكيم" هو المقصود.
هرعت لصاحبي القديم, وأطلعته على ما قد سمعته, فقال لي: أي والله ولكن الأحداث اختلطت على الناس! للغشاوة التي وضعها حكم الطغاة عبر أكثر من ثلاث عقود, رحمك الباري يا شهيد المحراب, يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعثُ حياً, لقد عشت مطارداً, ورجعت للعراق ليعاملك بعض الساسة, كشخص عادي مجهول الجهاد, واغتالتك يد الغدر, كي تمنع أهل العراق, من مشروعكم الحكيمي, الذي لو تم لنعمنا جميعاً بالخير.
هل يعي ساسة العراق, فداحة الخسارة الوطنية؟ وهل سيسأل شرفاء السياسة, عن المشروع الحكيمي, لبناء الدولة العادلة, أم يبقون على سياسة العبث الصدامي؟ والتوغل بتشويه الخط المبارك.
ندعو الباري عز وجل, أن يعرف كل مواطن عراقي كيف ومن يسأل؛ ليحصل على الجواب الشافي, فالخوف كل الخوف, أن لا يعرف الشيعة إمام زمانهم, ليقعوا بالضَلال الكبير.
https://telegram.me/buratha