الأمة التي لا تستذكر رموزها وتعظم عظمائها؛ لا شك إنها أمةً خاوية ولا تستحق الإحترام، ولا تقاس ضمن مفهوم الأمم المتحضرة لتفتخر بتاريخها وعلمائها، ولا سيما إن العراق في مقدمة الشعوب، حضارةً وتاريخاً ورموزاً وعلماءً، حتى أصبح كل يوماً مناسبةً؛ لا تقل شائناً عن التي سبقتها، ويبدو إن الداء السياسي، قد جعل غشاوةً على أبصار معظم الساسة، وغلب الحقد والحسد على أذهانهم، حتى أصبح الإستذكار للرموز والعلماء منزوي بإطار الحزب، والقومية والطائفة والعشيرة فقط.
هذه الأفة التي تسللت وتشرنقت على تاريخ وحضارة الأمة، وفصلتها بمقص الجماعات والأحزاب تحت مسميات عدة، الحزبية السياسية والحزبية الدينية والقبلية والمناطقية والإقليمية والطائفية والقومية؛ التي ضربت العراق بعد سقوط النظام البعثي، وجاءت تحت رداء الديمقراطية التي لا يفهم أبجدياتها الشعب، ولا ساسة الخضراء إلى الأن؛ هذه كلها لا تخلو من فائدة المشروع الأمريكي في الشرق الاوسط، من أجل تشظية الشعوب العربية وطمس حضارتهم ورموزهم ومقدساتهم، وجعلهم لقمة مستساغة بين أنياب الصهيونية.
محمد باقر الحكيم( قدس) أبرز الرموز الإسلامية والجهادية، وميزان للشجاعة والتضحية من أجل كرامة وحرية شعبه، حيث وقف بكل ثقة وبسالة مع محمد باقر الصدر( قدس)، بوجه أعتى دكتاتورية عرفها التاريخ منذ سبعينيات القرن المنصرم؛ وتحديداً منذ إستيلاء حزب البعث على مفاصل الحكم، حيث سطر أروع معالم الصبر والتضحية، عندما أعدم ذلك الحزب أكثر من 72، بين عالم وأستاذ جامعي ومفكر وناشط إجتماعي وطالب علم، جميعهم من إخوته وابناء عمومته.
هذه الشخصية الكبيرة التي قدمت كل هذا العطاء، على مدى ثلاثة عقود ونصف؛ لا نجد لها ذكر بين الأوساط السياسية، وأصحاب العروش التي جاءت بفضل تلك الدماء الطاهرة، التي أريقت في مياه الأهوار وجبال كردستان، وإظهار مفاسد النظام وتعريته إعلامياً أمام الراي العام، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، فالوقت الذي كان بعض الهاربين من العراق، يسكنون الفنادق الأوربية المرفهة.
هذا النكران المتعمد والتغافل عن هذه الشخصية العلمائية، وصاحبة المشروع الكبير؛ من معظم الساسة بعد الــ 2003، يتضح لنا إن هناك حقد وحسد دفين، من هؤلاء الذين كان يدفع عنهم محمد باقر الحكيم( قدس)، فواتير الموت من أهل بيته وأتباعه المخلصين، والمؤمنين بهذا المشروع ضد النظام الصدامي الإرهابي.
https://telegram.me/buratha