لقد مرت علينا كثير من المقولات المشهورة التي أطلقها بعض المشاهير . يقول الفيلسوف برنارد شو "إذا سقط المرء خلقيا أصبح شرطيا" في عصر كانت تقمع فيه الشعوب بواسطة الشرطة ورجال الأمن ، وهذا إن الشرطي مليء بالذنوب لما يقوم به من هتك وتجسس ونهب، وعبودية مطلقة للأمر العسكري ، وقال الله في كتابه ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) الشورى/42 .
ومن استقراء الخارطة السياسية المعاصرة للعراق نجد أن أم الفساد يأتي من خلال الحكم الديمقراطي ، ولم ينجح العراق في استيعاب تجربته الديمقراطية ، بل أصبحت عبئا عليه وتحولت إلى فوضى ، وتجاوز على الدستور ، وهدر الأموال بتعيينات ما انزل بها من سلطان ، فتكون لدينا جيش من المستشارين ، انتشروا في كل بقاع وزاراتنا ودوائرنا وقد يصل الأمر إلى باعة الخضرة لتعين لها مستشارين ، والدولة تدفع مستحقاتهم ومصروفاتهم ، وسيأتي يوما بتحول ثلاثة أرباع الشعب إلى مستشارين ( كعده وسكته ) .
هل يعرف سيادة الرئيس ( من كان ) وما شاء الله الرؤساء كثيرون في بلادي ، أن أبناءه وأحفاده وأنصاره وأتباعه ونعاقه أصبحوا مستشارين ،على أي شيء ، لا نعرف ذلك ، ولكن على الراتب المسنع والجاه والسلطة والخدم والحشم .. واسمك بالحصاد ومنجلك مكسور .
كيف تتخيل دولة واغلب العاملين فيها مستشارين يقطعون السبيل ويسعون مفسدين ، بعد فشلهم في ميدان عملهم وفي الحياة السياسية والمهنية والاجتماعية ليصبحوا عاهة على الدولة وعلى مسيرة عملها في تدخلات نفعية وشخصية وحزبية ، ليسرقوا بطريقة منظمة ويصبحوا مافيا منظمة تعبث بمقدرات الدولة .
أن ما يحصل اليوم في العراق من تعيينات بصفة مستشار ، هي بحد ذاتها سرقة للمال العام ، وخلق بطالة مقنعة ، أساسها البحث عن التسمية ليس إلا ، لتنطلق نحو أفاق الجريمة المنظمة وباسم المستشارين التي أصبحت عبئاً على خزينة الدولة الخاوية .
أن الأمل يحدو بنا أن نرى بلدنا خالي من تلك التسميات التي غطت تلك أركان الدولة العراقية والتي وزعت وفق المحاصصة السياسية ، التي غزتنا بعد 2003 وأصبح كل شيء في العراق يخضع للمحاصصة ، ونخاف أن يأتي يوما يكون الموت وفق المحاصصة .
أن الفشل الذي أصاب البعض دفع به أن يبقى تحت رحمة الدولة شبه المنهارة وباسم مستشار في كل شيء ، وكما يقول المصري ( بتاع كله ) ، لا نعرف السر الذي يدفع به ان يبقى تحت يد من كان بالأمس القريب منافسا له في تولي المنصب والبحث عن سلطانه ، هل هي المنافع تدفع به نحو هذا الشيء ، أم أن هناك سر لا نعرفه يدفع الكثيرون إلى تولي منصب مستشار ، حتى لو كان على حساب ((( ....... ))) .
لا نعرف شيئاً عن الذي يبحث عن المستشار !!! هل لحفظ ماء الوجه أم تعلقه بالسلطة أم البحث عن المنافع ، أم تماشياً مع الوضع العراقي الجديد الذي تنطبق عليه المقولة ( إذا سقط العراقي .. أصبح مستشاراً ) !!!!.
https://telegram.me/buratha