المقالات

الشرعية المتداولة.. آفة الحروب الحديثة

1510 20:55:56 2015-04-14

تمر علينا مصطلحات حديثة, كل يوم تظهر كلمات جانبية, تأخذ حيزاً من الاهتمام, وتدور حولها حلقات التفسير والتحليل, كل مغرد يفكك حروفها بالذي تشتهيه تطلعاته, يتلاعب بتكنيك الترجمة, محاولاً صنع رأي عام مؤثر يدعم تطلعاته .

قد يأتي عبث الكلام وكثرته, بكلمات بسيطة يسهل لفظ تفسيرها, لا تجد من يتوقف عندها للتدقيق, بينما تحرك كلمات أخرى, جيوش العسكر ومترجمي الحديث, وتكون مادة دسمة للمناقشات والمداولات.

دعم الشرعية, مصطلح رائج الشهرة هذه الأيام, نراه مقطعاً على طاولات التشريح السياسي, يشبعونه نقاشات وتحليلات, مفهوم عبر حاجز التنظير المفرط, لنراه يتنقل بين ساحات المعارك والمظاهرات والثورات.

من المؤكد إن المراد من كلمة الشرعية المتداولة, ليس ارتباط المفردة بفكرة الوهلة الأولى, التي تتبادر إلى أذهاننا, وهي ربطها بالقانون الإلهي, بل هي تعبر عن دستورية الحالة, وحكم القانون الوضعي.

بين تفسير وأخر لوجود الشرعية السياسية, تطغى صبغة التدخلات الخارجية في شؤون دولة ما, ومعظم البلدان العربية عانت من شوائب ذاك التأويل الخاطئ, أو ترويجها ككلمة حق يراد بها باطل.

تمحور دول الغرب وحلفائها في الشرق, حول أزمات المنطقة العربية, جاء بمحاباة واضحة, فالدول التي تنادي بدعم شرعية.. الرئيس هادي منصور في اليمن, هي نفسها التي أيدت سقوط محمد مرسي, الرئيس المصري المنتخب شرعياً وبحسب الدستور.

وأيضاً تسويق حراك المعارضة السورية, على إنه حركة شرعية و إرادة شعبية, بالمقابل نجد ألاف القنابل تضرب الحراك اليمني,  للسبب المعلن ذاته وهو دعم الشرعية.

الشرعية الأمريكية, هي قاعدة الإنطلاق لأي تحليل يتركب على الأحداث, قياس الرضا الأمريكي على عمل الرؤساء العرب, ومدى تطابق عملهم مع الخارطة التوسعية للغرب, هي من تتحكم بنتائج بقاءهم من عدمه.

التهمة جاهزة كقالب حلوى, ممكن شرائه من أي محل صغير, قضت هذه التهمة على كل شعوب المنطقة, بين قتيلٍ ومشرد.

شاركت دول الخليج بدعم نظرية الشرعية التهمة, بددت الأموال والفتاوى والسلاح, ولا نعلم من عينهم قاضي على المنطقة, خصوصا وإنهم بحاجة ليثبتوا لنا شرعية حكمهم المتوارث, على حساب حقوق الشعب وخيراته.

موقف السعودية والإمارات والخليج المنحاز, من أنظمة الحكم في مصر وسوريا واليمن وليبيا, ماهو إلا تعبير علني عن خلاف الإسلام السياسي, بين الوهابية والأخوان المسلمين, أي بين السعودية بوهابيتها وتكفيرها, وبين قطر وتركيا وإخوانهم المخربين.

واجهت السعودية مؤخرا, أزمة في شرعية قرارات الملك سلمان, حيث أقصى كل أركان الحكم فيما وصفه المحللون, بالإنقلاب الناعم في العائلة المالكة, لكن الدعم الأمريكي القوي, حال دون إظهار الأمر علنا.

وضريبة السكوت الغربي, وكهدية مقابل منح الشرعية للملك الجديد, صعدت السعودية من مواقفها إزاء, كل الدول التي تتحفظ على السياسة الأمريكية وتقاومها.

(من سنَّ سنّة سيئة عليه وزرها)

منذ أربعة أعوام والخليج يراهن.. على كسب معركة سوريا, وأدخل الأحمق أنفه بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل, ما خلى الطاعة العمياء لأسياده خارج الحدود, أستكمل مشوار حماقته بدخوله غازيا في اليمن, لتتحول المعركة إلى كيف يحافظ على حدوده. 

صدق أبو الطيب المتنبي حين قال.. لكل داءٍ دواءٌ يستطب به_ إلا الحماقة أعيت من يداويها.

حمق أل سعود ومن لف لفهم, بإستحداث وسيلة جديدة للحروب الداخلية في الدول, جعلهم أمام مرمى الأحداث المتوقعة, فقريب أو بعيد ستظهر تشضيات البيت السعودي, وبعدها كل البيوت الحاكمة في الخليج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك