رغم انشغالنا نحن العراقيين بالكتابة عن هموم وطننا وما يعانيه شعبنا من جرائم الإرهابيين ، وسرقات الفاسدين ، ومهاترات السياسيين لكننا نتألم أيضا على كل قطرة دم يسفكها الإرهابيون المجرمون من أوباش القاعدة وداعش ومن لف لفهما من عصابات القتل والجريمة في هذا البلد أو ذاك انطلاقا من المبدأ الإنساني الذي يجمع بيننا كبشر ضد قتلة الإنسان. إن الذي يحز في نفس كل إنسان يحترم كرامة أخيه الإنسان وحقه في الحياة أن يرى هذا الوطن العربي يتحول إلى ساحات مقفلة تحكمها أنظمة إستبدادية رسخت سلطاتها على شعوبها بالنار والحديد. أو تجول فيها عصابات دموية لترتكب أبشع الجرائم عن طريق الإيغال بدماء الأبرياء.
لقد أصبح الحاكم العربي اليوم يضرب به المثل في الاستعباد والاستبداد وإهانة النفس البشرية وامتهان كرامتها بأبشع الصور مهما حاولت وسائل الإعلام التابعة له من تجميل وجهه القبيح بمساحيقها.وحين يثور الفقراء المضطهدون على هذا الحاكم المستبد ويشعر بالخطر المحدق به يلجأ إلى إثارة النعرات الطائفية والعنصرية بين أبناء شعبه. ثم يطلب النجدة الخارجية لإنقاذه. وهذا الذي قام به عبد ربه منصور هادي ولبت مملكة آل سعود الاستبدادية رغبته الجامحة في الحكم . فأخرجت طائرات ف16 والتورنيدو والميراج من مخابئها ونفضت عنها الغبار وآنطلقت لتصب حممها على فقراء اليمن لتقضي على المئات من الأطفال والنساء والشيوخ في مخيمات اللاجئين والأسواق العامة ، و في معمل للألبان.(وياحوم إتبع لو جرينه) حتى حكام أفغانستان والعثماني أوردغان سال لعابهم لدولارات آل سعود وأبدوا استعدادهم للإشتراك في معركة التحرير الكبرى ياللعار.
أما القطعان التكفيرية الضالة المتوحشة من القاعدة وأتباعها والتي ترعرعت في أحضان هؤلاء الحكام وفي مساجدهم ومدارسهم وجعلت من مساجد الله والأسواق والساحات العامة هدفا لقتل أكبر عدد من الأبرياء.فهم اليوم تحولوا بقدرة قادر إلى( مقاومة شعبية أصيلة ) يدافعون عن (الرئيس الشرعي).
إن نقل المعركة ضد شعب اليمن يمثل دعما صريحا لقوى الإرهاب لكي توغل في دماء الأبرياء أكثر فأكثر. واليمن هذا البلد الفقيرتعرض إلى سلسلة طويلة من الحروب الدموية التي أزهقت مئات الآلاف من الأرواح عبر التأريخ، لكنه ظل شعبا رابط الجأش قوي الإرادة ولقن قوى البطش الظلامية أقسى الدروس . ولم تكن مملكة آل سعود الإستبدادية يوما صديقا مخلصا للشعب اليمني المجاهد .واليوم يسعى النظام السعودي لجعله ساحة لحرب أهلية طاحنة تحرق الأخضر واليابس بحجة القضاء على النفوذ الحوثي . ووصية ملكهم الراحل عبد العزيز آل سعود للعائلة السعودية المالكة بعدم السماح لوجود دولة ديمقراطية قوية في اليمن يعرفها اليمنيون جيدا.
وإذا حقق عبد ربه منصور ووزير خارجيته المعين رياض ياسين رغبتهما بتدمير اليمن من قبل مملكة الشر والظلام فماذا بعد.؟ وهل يقبل اليمنيون الأحرارعلى مختلف مذاهبهم والذين شاهدوا بأم أعينهم كيف يدمر الحقد السعودي الوهابي وطنهم بهذه الصورة الوحشية (مفاوضات) تحت تهديد السيف السعودي الذي له خبرة طويلة في قطع الرقاب ليكون اليمن تابعا ذليلا خانعا لإرادة آل سعود.؟
إن هذا التدخل العسكري السافر في اليمن ستكون له أوخم العواقب في المنطقه.وسيضيف تعقيدات أخرى للمشهد اليمني المعقد من أساسه. ولا يمكن أبدا لهذا الشعب المتمرس في القتال أن يكون لقمة سائغة لملوك البترول ومشايخه لكي ينشروا(الديمقراطية) فيه بأبهى صورها. وكان الأجدر بهم أن يحترموا شعوبهم أولا قبل أن يتجهوا إلى إنقاذ الشعوب الأخرى تحت الراية الصهيونية الأمريكية.
إن هذه الدمى المستبدة والأصنام تريد أن تعبد من دون الله ، وتغرس مخالبها القذرة في لحوم شعوبها حتى الثمالة حتى أن تمزيق لحم الإنسان البريئ وهدر دمه وتهشيم جمجمته ببساطيل العسكر المتوحش الذي يأتمر بأوامر السلطان، ويهدم البيوت الطينية على رؤوس الأبرياء أصبح شجاعة مابعدها شجاعة.
لقد غزت قوات هذه المملكة البحرين لقمع شعبها وهاهي اليوم تغزو اليمن بطريقة أشد عنفا وهمجية ولم تبعث يوما ما بإحدى طائراتها لضرب هدف صهيوني في كل الحروب التي شنها هذا الكيان على الوطن العربي . والحوثيون الذين يحاول آل سعود القضاء عليهم اليوم ليسوا إنفصاليين أو انقلابيين أوإرهابيين كما تصفهم وسائل الإعلام الطائفية التابعة لهم . إنهم مواطنون يمنيون يطالبون بحقوقهم المهدورة منذ أعوام طويلة.لكن الطائفية التي ملأت صدورهذه الأصنام الوراثية هي التي تدفعهم لمحاربتهم والقضاء عليهم .ولا أدري كيف ينام هؤلاء (العلماء )على أسرتهم ويشهدوا مثل هذه الانتهاكات الصارخة ولا تنطق أفواههم بكلمة واحدة لقول الحق ثم يطالبون الغرب باحترام الإسلام وقيمه النبيلة.؟ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقلَب يَنْقَلِبُونْ.
https://telegram.me/buratha