لن تكون حادثة الاعتداء على الشعب اليمني الشقيق من قبل السعودية وعدد من الدول العربية التي تدور في فلكها هي الحالة الاولى في تهديم اركان البيت العربي ولن تكون الاخيرة طالما ان السعودية باقية بفكرها الطائفي الوهابي وطالما ان خزائنها تتكدس فيها سبائك الذهب والفضة ومليارات الدولارات التي يسيل لها لعاب عدد من الدول العربية بسبب ما تعانيه من الجوع والخواء والرعاش.
والسعودية مع ما تقوم به من توزيع مشاكلها على بقاع العالم باموالها وغباء رجال دينها وعفونة قادتها ستبقى مصدر قلق وازعاج للعالم والمنطقة ما دامت في تحالف دائم مع الإسرائيليين والامريكان وبعض الدول الاقليمية المؤثرة كمصر وتركيا وما دامت تستخدم الآخرين كدروع وجسور من اجل الابقاء على ملكها والوصول الى اهدافها.
في عام 1979 انتصرت الثورة الاسلامية في ايران وشكل بروز الامام الخميني الشيعي ظاهرة مميزة وفريدة في المنطقة توقع لها العالم ان تتجاوز حدود ايران باتجاه العراق وسوريا ولبنان ومناطق مهمة ومؤثرة من بلاد الجزيرة العربية،ومع قلق الدوائر الغربية والامريكية من خطورة الثورة الايرانية ومع ما اطلقته من رسائل للامريكان والانكليز والتي حملت في عناوينها كل معاني التحدي والتهديد،اتفقت كلمة الجميع ومصالح الجميع في المنطقة العربية والغربية على وقف تمدد الثورة الاسلامية في ايران وكان ان انتدب العرب بقيادة السعودية العراق لمواجهة ايران فوافق صدام المهووس بالسلطة والمغرور بالقيادة والمملوء حقدا وطائفية شرط ان تتحمل السعودية ودول الخليج وامريكا وبريطانيا تكاليف الحرب حتى عرف الجميع في حينها ان سعر الشخص العراقي يساوي عشرين الف دينار مدفوعة الثمن من السعودية ثم تأكدت المعلومة باعتراف السعودية بانها دفعت للعراق 200 مليار دولار ثمن دخوله الحرب ضد ايران وتأكد الامر ايضا بصراع العراق والكويت على خلفية مطالبة العراق بالتعويضات التي وعده بها العرب والخليجيين.
الغريب ان في كل زمان يوجد من العرب من يقدم نفسه وشعبه قربانا لمخاوف واحقاد ال سعود مقابل ثمن بخس دراهم معدودة والغريب في الامر ان السعودية لا تظهر معالم رجولتها الا في الاوقات التي يعلوا فيها نجم التشيع في المنطقة وهكذا وكما هي المرة السابقة تعود هذه المرة بعد ان تمكن الحوثيين من تلقين عملاء امريكا والسعودية درسا في الشجاعة والاقدام ظهرت رجولة ال سعود ضد الحوثيين وهذه المرة ايضا بالنيابة ولكن ليس العراق انما مصر السيسي بكل هيبتها وقدرها وجلالها بعد ان تم شراء موقفها بعشرات المليارات من الدولارات التي من شانها ان ترفد خزينة المصريين الخاوية بدليل ان ملك السعودية سليمان قال انهم سيقاتلون حتى اخر جندي مصري ولم يقل سعودي .
ورغم وجود الكثير من اوجه الشبه بين حرب صدام على ايران وحرب السعودية والسيسي على اليمن والتي منها على سبيل المثال لا الحصر ان الحربين ضد الشيعة وان الحربين ضد تجربتين فتيتين وان الحربين تدعمهما امريكا واسرائيل ومعظم دول العالم وان الحربين تمولهما السعودية وان الحربين وقعت بسبب مخاوف السعودية واحقادها ومناطق نفوذها وان الحربين وقعت بسب المخاوف من تمدد الشيعة وانتصاراتهم.
السعودية ومع كل ما تقدمه من اموال ستجد نفسها هذه المرة في قلب الحدث واذا كانت حرب النيابة الاولى قد انتهت دون ان تحترق خيام عبيد الصحراء فان نيران الحوثيين هذه المرة ستزلزل الارض تحت اقدام ال سعود حتى لو استعانة السعودية بكل الجيش المصري.
https://telegram.me/buratha