بعد فقدان السعودية نفوذها في اليمن، أثار هذا الأمر قلق إسرائيل، بعد سيطرة الشعب اليمني على كامل أرضه، وخاصة مضيق باب المندب والذي يعتبر ممر استراتيجي، وخوفا من وصول الأسلحة الإيرانية إلى فلسطين، بعد أن تم إبعاد السودان عن هذا الدور، فالمحور الصهيو عربي متطابق مع إسرائيل في الهدف والغاية وخوفا من نشوء حزب الله جديد في اليمن، يهدد مصالحها التوسعية ويمنع إيران من الدفاع عن الفلسطينيين، وسبق وان حاولت السعودية بأدواتها وعملائها أن تخلق الفوضى في اليمن وتقسمه لكنها عجزت ان تخضع الشعب اليمني، وإنها تريد إعادة سيناريو البحرين بإدخال درع الجزيرة ، ولكن اليمن ليس البحرين فشعب البحرين وثورته سلمية ولا يبغي غير الإصلاح السياسي، بينما الشعب اليمني يدافع عن وجوده وان اغلب الشعب اليمني قبلي ومسلح بكافة أنواع الأسلحة ولديه بعد تاريخي وطوائف متعددة .
وبعد أن عجزت أمريكا وإسرائيل في مواجهة محور المقاومة، وتم إسقاط مشروعهم الشرق الأوسط الجديد في تقسيم دول المنطقة، والاتفاق النووي الذي سيجعل دور إسرائيل ثانوي، والدول العربية التي لاتعلم أين موقعها من الأعراب، والأمريكان وترددهم في العمل العسكري المباشر، كل هذه الأمور دفعت السعودية لتشكيل تحالف سعودي بأموالها الضخمة ودعم إسرائيل بالمعلومات والتوجيه، وعمالة ممن يدعي الشرعية الذي طلب ضرب شعبه وتمزيقه وتدمير بنيته التحتية ، كما فعلها سابقا صدام وبدفع من السعودية ودول الخليج بالحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الأولى والثانية التي ورطت العراق في حروب خاسرة، وعندما ثار الشعب نادى العرب بالشرعية فقتلوا الثوار وتم دفنهم أحياء وحرق مدنهم ورمي جثث البعض منهم في الأنهار.
لاندري كيف ينظر إلى الشرعية وهل ممالكهم شرعية؟! ففي مصر أيضا كانت هناك شرعية لرئيسه مرسي فهو أيضا انتخب شرعيا من قبل الشعب، لكن الشعب وبإسناد من الجيش وبعد أن اكتشف خطا اختياره لهذا الشخص، تم تنحيته وإجراء انتخابات جديدة، ولماذا لاينظر لشرعية رئيس سوريا الذي انتخبه شعبه وأصبح رئيسا شرعيا، فيتم تمويل الجماعات الإرهابية من قبل السعودية وقطر وتركيا وطبعا سيدتهم أمريكا ومن فوقها إسرائيل لإسقاط ذلك النظام الشرعي لأنه غير موالي لهم!!، والحكم في العراق الحالي هل لازال غير شرعيا؟! فلماذا ترسل السعودية بأموالها وانتحاريهها لقتل الشعب العراقي واللبناني، وهل اعتبار اتفاق سياسي باختيار عبد ربه منصور هادي رئيسا شرعيا؟! بعد أن رفضه اغلب الشعب اليمني والذي نادى بإجراء انتخابات نزيهة لكن لأنهم غير شرعيين فلا يقبلون بالانتخابات الديمقراطية الشرعية.
اليوم أقدمت السعودية على إنشاء تحالف ومن بعد ذلك جيش، وبتخطيط ودعم إسرائيلي أمريكي، ودول أغرتها السعودية بأموالها فاندفعت بقوة بدون الرجوع لشعوبها، وهذه المرة اندفعت بدوافع طائفية بإنشاء جيش سني يثار للسنة في اليمن والعراق ولبنان على أساس ان من يهدد السنة هم إيران والشيعة، ولماذا لم يقل احد عن الشاه شيعيا بالرغم من انه كان يسمى شرطي الخليج، لأنه كان مواليا لإسرائيل وأمريكا، ويغضون النظر عمن قتل السنة وشردهم في العراق وسوريا وليبيا وتونس والجزائر وحتى مصر غير السعودية نفسها وبعض دول الخليج، وأدواتهم من التكفيريين (القاعدة و داعش) وأذنابها، ولم يفعل الشيعة غير الدفاع عن الآخرين ومكافحة الفتنة والتقسيم، فهم يتعرضون يوميا للظلم والانتقام والذبح، وان السلطة دائما بيد السنة رغم أغلبية الشيعة حفاظا على الأوطان.
نتساءل إذا كان هذا التحالف يدافع عن الشرعية؟! فلماذا لايدافع عن شرعية الفلسطينيين على أرضهم وهل دولة إسرائيل شرعية؟!!ونتساءل كيف لمصر التاريخ وعبد الناصر أن تكون وسيلة بيد البدو الذين انتقلوا من رعي الإبل الى أمراء!، ونتساءل عن أنصار الديمقراطية من الدول الغربية لماذا يغضون النظر عن حلفائهم رغم دكتاتوريتهم، بل ويدعمونهم بالأسلحة ومساندتهم بالقرارات الأممية.
رغم القوة الهائلة والأموال الضخمة والفكر المنحرف، والإعلام الكبير والممول سعوديا، بشن الحرب ضد اليمن بدل إسرائيل!، إنشاء الله إرادة الشعوب فوق كل الإرادات، وان النصر حليف اليمن على الجيش الصهيو سعودي، لان يوم المظلوم اشد من يوم الظالم على المظلوم، ونعول كثيرا على وقفة الشعوب الحاسمة للدفاع عن مصالحها ومصالح الأمة وهذه سنن التاريخ واليمن موعودة بالنصر الإلهي.
https://telegram.me/buratha