كثيرا ما سمعنا هذا المصطلح, الذي يدل على مستوى الوعي المتدني لمن أطلقه, والسياسة المأزومة لمن تداعى به, وكما قال المثل الشعبي ( حاجة المخنوك يرفس ), فإن عملية التغيير التي دعت لها المرجعية قد أخنقت المندسين.
مصطلح الانبطاحية, أطلقته نفوس مأجورة, وصدقه وصفق له عقول واهية, وعيون لا ترى أبعد من حوافر الأقدام, غرتها فرقعات الألسن, وإتباع الهوى, فقادتهم إلى مهالك الحروب, وأضيق الدروب, لكي تبقى في دوامة الدماء, ولا تفرق بين الأعداء والأصدقاء, فيطعمهم سيدهم من رغيفهم وهم له شاكرون.
ما هي الانبطاحية؟ ومن هو الذي يحق أن يطلق عليه ذلك المصطلح؟ وما غايته؟
أسئلة كثيرة حول مصطلح بغيض, كان بالأحرى على من أطلقه بحسن نية أن يعتذر للشعب العراقي, بل كان لزاما على الشعب أن يطالب بمقاضاة من أطلقه, إما من أطلقه يدعي حبه للعراق, فهو إما مغرض أو جاهل, ولما علم عدم جهله, فكان لزاما أن يحاسب, على ما فعلته كلماته هذه من تنامي الطائفية والعرقية, لولا مرجعية النجف, التي لا أستطيع أن أطلق عليها ذلك المصطلح, ولكنها عملت به لغايته المضادة لغرضهم.
إن مرجعية النجف الاشرف, تدرك تماما غاية من أطلق ذلك المصطلح, فنجدها قد أوصت بالأديان والمذاهب الأخرى, قبل أن توصي بدينها الأصلي ومذهبها, بل إنها قد دعت من يتبعها, إلى التضحية بالدماء لأجل أخوتهم في الوطن, وكان النتاج انتصارات على أعداء الإنسانية, ووحدة للشعب بكافة أديانه ومعتقداته, فنجد أطياف الشعب التي حاول تمزيقها بعض الساسة, قد توحدت في لون واحد وهو العراق, يا ترى من هو المنبطح الحقيقي؟!
إذا كان القصد من الانبطاحية هو مراعاة السنة, فمرجعة الشيعة قد أفتت بالجهاد لإنقاذ المناطق ذات الأغلبية السنية, وقطعا إن من لبى النداء هم أبناء المرجعية الشيعة, ونشاهد المرجعية توصي بالنازحين من طوائف عدة, وتدافع عن حقوقهم, وبادرت بتقديم المساعدات للمناطق السنية و الايزدية في حديثة وسنجار, كما دعت إلى حفظ أموالهم ومشاركتهم في تحرير مناطقهم, الانبطاحية بانت غايتها, ففتوى الجهاد الكفائي قد أزمتها.
لم يكن ذلك المصطلح يستهدف فئة معينة, أكثر من انه قد أستهدف بالمباشر, صمام الأمان للشعب العراقي وهو مرجعية النجف الاشرف, التي حطمت كل مخططات التمييز العرقي والطائفي, وكانت بردا وسلاما على العراق الجريح, بعد أن أرادوها نارا ذات لهب, فلم تفلح حمالة الحطب, وتحطم ملك النمرود, كما خسر عم إبراهيم دنياه وأخرته, فباءت تجارة الموصل بالفشل, وخرج شعبنا من نارهم بلطف مرجعي.
الانبطاحية السلاح الذي أرعب من أهدى الموصل لأجل غاية, وحطم جميع مخططات الطائفية والعنصرية, فلا عجب أن تبدل الحرباء جلدها.
https://telegram.me/buratha