سعدون الشحماني
حينما كان علي أبن أبي طالب (عليه السلام), يقسوا على أعداء الإنسانية, وهو يقود الجيش الإسلامي من نصر إلى نصر, بدأت الوجوه تتجهّم, وبات التذمر واضحاً, على أفواه (القوم), إلى الحد الذي جعلهم يجاهرون بالشكوى منه (ع), عند الرسول الأعظم (صلى الله عليه وعلى آله وسلّم), لا لشيء سوى لشدتّه على الأعداء.
كان الرسول (ص), بطبيعة الحال يعرف علياً و نواياه المخلصة, ويعرف (القوم) وغاياتهم الخبيثة, فكان يرد عليهم, وعلى إدعاءاتهم, بالطرق المناسبة.
مع إختلاف الأزمنة والأمكنة والظروف, إلا أن التاريخ فعلاً يعيد نفسه, بسبب أن المشاعر والنوازع البشرية, لا تتغيّر.
يقود أبطال الحشد الشعبي, معركتهم المقدسة ضد تنظيم داعش الإرهابي, ومناصريه, منذُ حوالي 9 أشهر.. هجروا النساء وتركوا الأبناء والآباء والأمهات, ومضوا نحو ساحات الجهاد والمنازلة.
لم يتوقع أشد الناس تفاؤلاً أن يحقق أبناء الحشد الشعبي, كل تلك النجاحات والانتصارات, إنبهر العالم وبهت, ثم سكت, ثم إمتعض, ثم بدأت الشكاوى تترى, - مع كل نصر جديد- , من الداخل والخارج, المرتبط أحدهما بالآخر, بمصالح و وشائج عديدة.
الحشد الشعبي لم ولن ينثني, أنهم يمسكون الأرض بحزم, ويتقدمون بقوة, ويسيرون بثبات, يطهّرون المدن والقرى الواحدة بعد الأخرى, من رجس الشياطين وأتباعهم.
عقدوا العزم, وانتهى الأمر, ولا نقاش في ذلك, ولا مهادنة ولا رجوع ولا نكوص, فليس هناك سوى طريقين فقط, طريق مقبرة وادي السلام, في النجف الأشرف, وطريق النصر النهائي, وما أشرف هاذين الطريقين.
الحشد الشعبي يدافع عن أرض البلاد, ومقدساته وتاريخه ومستقبله, ولا يهم أن تكون المعركة في تكريت أو ديالى أو الأنبار أوالموصل, فالأرض هي أرض العراق, والشرف هو شرف العراق.
كفاكم الشكوى من علي (ع), فقد جرّد سيفه, ولن يُرجعه لغمده إلا بعد أن ينجلي غبار المعركة, فتبدو عورة (المصري) أبن العاص واضحة!!
10/5/150323
https://telegram.me/buratha