المقالات

عمار الحكيم يصنع من الحرب السلام

1101 01:02:53 2015-03-19

ليس علينا ان نتحمل آثامنا في كل موقف وتقييم بعد ان أخذتنا السياسة في دروب الولاءات المختومة والجاهزة ،طالما ان في الطريق الى التقييم وقول الحق فرصة يمكن من خلالها البوح باعترافات حقيقية تستند إلى الواقع وتنمي الى منهج الحرية والرجولة دون وجل او خوف.

ولأنني أتحدث عن منهج الانتماء في عالم السياسة فانه في الغالب يكون الحديث عن الأخر أمرا محذورا لكن مع ذلك سأخوض في حكمة وواقعية السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى كما أراه انا من منظار العراق بعيدا عن الانتماءات والولاءات.فعلى مدار السنوات التي أعقبت سقوط نظام البعث في عام 2003 مثل ال الحكيم عنصر قوة واسناد وامل للعراق بما يتعلق باستمرارية العملية السياسية وتثبيت تجربته والخروج به من أمراضه وعلله، ولم يسجل على ال الحكيم خلال مساهمتهم بدعم العملية السياسية الا التأييد المطلق والبحث عن مخارج للازمات والاختناقات التي تحدث بين فترة واخرى.وخرجوا بثوب ابيض من كل الفتن والاصطفافات التي شلت العملية السياسية وكادت ان تعصف بها.
منهج الاعتدال والتفاعل والتضحية من ال الحكيم استمر من الآباء الى الأبناء ..وإذا ما أردنا ان ناخذ الشاب عمار الحكيم نموذجا فاننا سنكون اما تجربة غنية بكل الاتجاهات والمفاصل،فالرجل وان كان شابا الا ان تجربته ونشأته منحته قدرة القيادة والتقدم في رهانات توقع لها الكثير ان تكون خاسرة الا ان صلابته وقوة إرادته أطاحت بكل أمنيات الآخرين.

ان اهم ما يميز قيادة الشاب الحكيم في زمن التسابق وغياب البناءات والثقة هو قدرته على الاستيعاب ومد جسور الثقة بين الجميع فلم يسجل على منهجه وسياسته وكتلته اي خلاف مع اي مكون من مكونات الشعب العراقي مع ان هذه الخصلة تحمل في جوانبها عوامل سلبيه في مساحته الشيعة والتي لا زالت ترى في الاقتراب من الاخر جريمة تستحق الوأد والتعزير الا ان ما يصبوا اليه الحكيم تتجاوز نظرة البعض القاصرة حتى وان كانت مواقفه تجعله يخسر الكثير من استحقاقاته في الزمن الاني الا ان قناعته ان النصر سيكون حليف العراق ومنهجه في القريب الاجل.
الحكيم اظهر في الفترة الأخيرة وجها قاسيا لم يتمكن اكثر السياسيين من التقرب منه او الوصول اليه رغم ان الرجل كان ناجحا سياسيا وكان يكفيه هذا النجاح حتى وان لم يعلن عن مواقفه وقوته التي أضافت الى المواجهة مع مجرمي داعش صلابة وهيبة.

الحكيم لمن لا يعرف فانه يمتلك ثاني قوة عسكرية شعبية استجابت لنداء المرجعية وذابت في تشكيلاتها وشاركت في كل المعارك وقدمت مئات الشهداء والجرحى وساهمت في تحقيق الانتصارات وفي سحق جرذان داعش لكن الرجل لم يكتف بذلك بل خلع ثوب السياسة وارتمى في لهوات الحرب حتى كان قاب قوسين او ادنى من ان يقدم نفسه قربانا للعراق في تكريت كما هو ديدنهم ال الحكيم لكن شاءت ارادة الله ان يبقى شامخا مكرما يواصل نهجه في زرع الثقة والشجاعة في نفوس مقاتليه ويواصل جولاته التفقدية لجميع ابناء الشعب العراقي في كل مكان.

ان مشاركة الحكيم إخوته وأبناءه من رجال القوات الأمنية وأبطال الحشد الشعبي وأبناء العشائر وتفقد العوائل النازحة والمهجرين والجرحى يزرع الف وردة أمل وينبت ألف بذرة خير ويساهم في رفع المعنويات ويسجل في نفس الوقت نفسه كقائد لا يرتقي بمجده على تضحيات الآخرين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك