المقالات

لا يا شَيْخَ الأزْهَر!

1566 01:33:58 2015-03-13


   لَمْ أتمالك دُموعي، التي انهالت كالميزاب على خدَّيَّ، وانا أُتابع التقرير المصوّر من ارض المعركة في محافظة صلاح الدين الذي بثتّه قبل قليل قناة (بي بي سي).   فلقد اختلطت الاهازيج والدموع والابتسامات والفرحة العارمة بينما يَستقبلُ الاهالي أبطال القوات المسلحة ومجاهدي الحشد الشعبي، فلم أتمكن ان أميّز بين بسمةٍ سُنّيّةٍ واُخرى شيعيّة! بين اهزوجةٍ شيعيّة واُخرى سُنيّة، وبذلك تكون كل التقوّلات والتوقّعات والاحتمالات التي ظلّ يُطَبِّل لها وينشرها الاعلام الطائفي الحاقد قد ذهبت ادراج الرياح، وهي لم تكُن سوى اكاذيب وافتراءات الغرض منها الطّعن بإنجازات القوات المسلحة العراقية وانتصارات الحشد الشعبي، ودقّ إِسفين الطّائفية بين ابناء المجتمع العراقي الواحد، كما حاول اليوم الأزهر (الشريف) في بيانه الطائفي!.
   لقد انهزم من راهن على الأثارات الطائفيّة والمناطقيّة بهذه الانتصارات الباهرة، كما انهزم بها الارهابيون الذين باتوا كالجرذان التي تبحث عن مخبأ صغيرٍ حتى اذا كان في بالوعة! كما فعل الطاغية الذليل صدام حسين يوماً عندما عثرَ عليه العراقيون في بالوعة، وهو يحمل نياشين (سيف العرب) على صدره!!!.

  لقد اختلط اليوم الدّم العراقي في الحرب على الارهاب، كما اختلطت البسمة والأهزوجة والفرحة، وبذلك تتحقق المقولة (رُبَّ ضارَّةٍ نافِعَة) مرةّ أُخرى وهذه المرة بأرقى صورها وبأعمق معانيها!.  حتّى السياسيّين الّذين ظلّوا يثيرون الطائفية والعنصرية ويصنعون ازماتها الواحدة تلو الاخرى ليعتاشوا عليها ويتاجروا بها ليحجزوا مقاعدهم في العملية السياسية، انتهت اليوم بضاعتهم الفاسدة، ففي زمن النصر العراقي الوطني لا يبقى مجالٌ لمثل هذه الخزعبلات.

وصدق الله العليُّ العظيم الذي قال في محكم كتابه الكريم {أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ} فرجلٌ وطنيٌ واحدٌ عَبَرَ كلّ العناوين الضيّقة، الدّينية والمذهبيّة والإثنية والمناطقية كالمرجع الاعلى السيد السيستاني، قاد العراقيين بنجاحٍ ليعبرَ بهم امواج الفتن الطائفية والعنصرية، التي ظلَّ السّياسيّون يؤجّجونها لحاجة في انفسهم، الى جبهة النصر المؤزر {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.

 في هذه الأثناء؛ يُصدر الأزهر (الشريف) بياناً عنوانه؛ الأزهر الشريف يُطالب بتحرّك عاجل لوقف المجازر التي تُرتكب ضِدّ اهلِ السّنّة بالعراق!!!.
   وبذلك يكون الأزهر قد اعترف، من جانب، بان (الارهابيين) سُنّة! كما اعترف، من جانب آخر، بانّ الإرهابيين انهزموا بالحرب التي يشنّها العراقيون على الارهاب، كما انه اعترف بجرائم الارهابيين جملةً وتفصيلاً، وهو يتمنّى ان لا ينهزموا في هذه الحرب بالعراق!

  كما انّه شرعَن نبأ الفاسق عندما اعتمدهُ ليصدر بيانه الطائفي هذا، وبذلك يكون قد خالق نصاً قرآنياً نهانا فيه الله تعالى وامرنا فيه ان لا نصغي الى فاسق فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.

لا ادري ان كان الأزهر، بهذا البيان، قد اعترف بالارهابيّين وشرعَن مسمّياتهم بالخلافة الاسلامية وما ألى ذلك؟ وفيما اذا كان سيحرّم قتالهم في مصر كذلك؟ ام في العراق فقط؟!.

 وأتساءل؛  لماذا لم يصرّح الأزهر يوماً بانّ جرائم الارهابيين في العراق تثير الفتنة الطائفية؟ فيما يعتبر انتصارات العراقيين اليوم على الارهاب بانها تثير الفتنة الطائفيّة؟!.  سبايكر لم تُثر الفتنة الطائفية! وقبلها تفجير مرقد الإمامين الهمامين العسكريّين (ع) في سامراء لم يُثر الفتنة الطائفية! والسيّارات المفخّخة في الأحياء الشيعيّة التي ظلّت تحصد أرواح الأبرياء اكثر من عقد كامل لحدّ الان لم ُتثر الفتنة الطائفية! الّا انّ طرد الارهابيين من المناطق التي يسيطرون عليها وحصد رؤوسهم بعد ان استباحوا ارض (السنّة) وعرضهم وشرفهم وأرواحهم وأنفسهم ودماءهم، تُثير الفتنة الطائفية! مالكم كيف تحكمون؟!.

  قليلاً من الانصاف يا شيخ الأزهر، وتذكّر قولَ رسول الله (ص) {مَنْ لا إِنْصافَ لَهُ لا دينَ لَهُ}.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك