المقالات

سنة العراق بين سندان الانتماء ومطرقة الاتهام ؟!!

1622 21:36:27 2015-03-07

افتتحت صحيفة التايمز البريطانية إصدارها يوم امس بمقال مثير يتحدث عن الموقف الرسمي لسنة العراق في قتال التنظيمات الارهابية في العراق ومنها داعش ، حيث حذرت الصحيفة أن البلاد بدأت تسير نحو التفكك والانهيار في الروابط الاجتماعية ما لم يكن هناك موقفاً رسمياً شجاع من هذه التنظيمات ؟!!

نعم ربما الانتصارات المتحققة اليوم لرجال الجيش العراقي وأبطال الحشد الشعبي والعشائر السنية يعد انتصاراً مشتركاً للطرفين ، ولولا الاخفاقات الكبيرة للحكومة السابقة وعدم قدرتها على التعاطي الايجابي مع السنة ومطالبهم لكانت اليوم الارضية متاحة لتوحيد المواقف والرؤى ولم نصل الى سقوط مدننا بيد الدواعش وحلفائهم من ايتام النظام السابق .

ربما يجب ان يعي السنة في العراق أن هزيمة داعش لا يعد نصراً للشيعة فقط خصوصاً وان مدنهم مؤمنة ولا يهددها الارهاب ، بل يعد نصراً لهم كذلك والدليل على ذلك القتل والتشريد والتهجير للسنة في المناطق المسيطر عليها من الدواعش في البغدادي وصلاح الدين والموصل وديالى وقتل المئات من ابناء العشائر السنية ، وما نراه اليوم من الدعم اللامحدود من وفود المرجعية الدينية الشيعية في ايصال المساعدات الى منطقة البغدادي في الانبار ، وهي صورة رائعة من صور الوقوف مع ابناء البلد الواحد بشتى طوائفه وهذه بالتاكيد هي رؤية المرجعية الدينية الراعية للعراق وشعبه .

رئيس الحكومة الحالية الدكتور العبادي يحاول جاهداً طمأنة السنة العرب عبر اطلاق رسائل عديدة اهمها في ان من يلقي السلاح من ابناء فلن يطالهم أي أذى ، وهذا بحد ذاته رسالة ساعدت في تحقيق النصر في جبهات صلاح الدين والموصل والتي شهدت هروب وانسحاب العشرات من المسلحين المتعاطفين مع تنظيم داعش الى سوريا او الى مناطق أخرى وإلقاء السلاح والاختفاء .

هذه اللحظة الحاسمة والمنعطف الخطير في البلاد هي من اللحظات الخطيرة والحساسة لان القوى التي تضرب الدواعش هي قوات نظامية حكومية وبمساندة ودعم رجال المقاومة الاسلامية بجميع فصائلها ، ناهيك عن الدعم الشعبي والذي ربما يثير الحساسية عند البعض من السياسيين المتهمين اصلاً كونهم حواضن ورعاة الارهاب في الحكومة والبرلمان من اتهام ابطال الحشد الشعبي والتي قدمت ارواحها من أجل تحرير المناطق السنية وهي تتقدم من عموم محافظات الجنوب والوسط فوجاً بعد فوج من أجل ماذا ؟!! اليس من أجل تحرير الاراضي المغتصبة بيد داعش؟!!

وما توصيات المرجعية الدينية العليا والتي تعتبر من الوثائق التاريخية المهمة ، والدولية التي يجب ان تعتمد في اللجان التابعة لمنظمة الامم المتحدة كوثيقة تنظم عمل القوات المسلحة والتي تحارب الارهاب في عموم العالم ، ناهيك أنها قطعت الطريق أمام الانتهازيين والمتسلقين والذين يحاولون ان يحتسبوا أي انجاز متحقق لهم ، وانهم قادة الحشد الشعبي ، الحشد الشعبي قائدهم المرجعية الدينية وبدون منافس ،لانهم كانوا هو صناع هولاء الرجال ، الذين قدموا ارواحهم من اجل كلمة سيسجلها التاريخ لهذه المرجعية الكبيرة ، ومن جانب آخر وضعت خارطة الطريق المناسبة لعمل القطعات العسكرية والحشد الشعبي لقتالهم ضد الدواعش ، ورفع الغطاء عن المندسين والمجرمين والقتلة .


يجب ان يدرك الجميع سنة وشيعة أن أي حالة فو ضى أو اثارة للطائفية على أثر هذه الانتصارات المتحققة على الارض في طرد الدواعش وهزيمتهم لن تؤدي الى الاستقرار والخاسر الوحيد سيكون السني والشيعي بل الجميع على حد سواء ، كما سيؤدي الى تفكيك العراق بكافة مفاصله السياسية والاجتماعية والديمغرافية ، وهذا بحد ذاته نصراً للدواعش والقوى الغربية والاقليمية التي تريد الشر ببلدنا .
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك