هناك وزارات تعتبر سيادية, منها ما يختص بالجانب الفني فقط كالدفاع و الداخلية, وأصعبها ما يختص في الجانبين الفني والإداري, وتكثر صعوبتها عندما تكون المورد المالي الرئيسي للشعب, كوزارة النفط.
من حسن الحظ انه لم تقاد هذه الوزارات كما سبق في حكومة العشوائية, حيث كانت تقاد بالوكالة من قبل ذوي النزعة الدكتاتورية, وبالأخص وزارة النفط وفي هذا الوقت المحرج بالذات, حيث أثبت عادل عبد المهدي مهارة القيادة السليمة في الوقت الصعب, وقت أصبح العراق فيه على شفا حفرة الهاوية الاقتصادية, بما فعله مجنون العصر من استنزاف كبير للموارد المالية كدعاية انتخابية, والأزمات المحلية والإقليمية.
خاض عادل عبد المهدي حربين, منذ تسنمه منصب وزير النفط, حرب اقتصادية وحرب إدارية, وحرب ثالثة لم يأبه لها وهي حرب التسقيط الإعلامي, فبدأ بالمحور المهم بالنسبة للشارع العراقي, وهو المحور الاقتصادي, الذي تكفله وبكل نجاح, حيث كان لعقله الاقتصادي وقفة ناجحة وبامتياز, وقام بإزالة أغلب مخلفات السياسة العشوائية السابقة, من حرب مفتعلة ضد الإقليم, وتفعيل شركات النفط في الجنوب المظلوم.
حقيقة مر الشتاء بدفء, دون تصريحات إعلامية متظلمة, وتباكي الفاشلين على شماعة المؤامرة, برغم كون المؤامرة واقعية ضد عادل عبد المهدي, وتربص الآخر لإعلان عبد المهدي فشله جرائها, ولكن لم يفلح المتربصون, فعادل عبد المهدي قائدا ويعرف جيدا واجبه تجاه الأزمات, فرغم توقف بعض المصافي وخطوط النقل, وهبوط أسعار النفط المواكبة, نجد توفر المشتقات النفطية بأعجوبة لا نعرف سرها.
بعدما أجتاز العثرة الاقتصادية بمهارة قائد, نحن اليوم نترقب بدء ساعة الصفر لخوضه الحرب الإدارية, حيث لا يخفى على جميع المهنيين ما لهذه الحرب من وقعة ضد الفساد, والتي لا يقل شأنها عن الشأن الاقتصادي, بل إن الخوض بها بأسرع وقت يعد انتصارا يحسب لكتلة المواطن, التي رفعت شعار ( مع المواطن في كل المواطن ), وشعار قائدها عمار الحكيم في تاسوعاء سيد الأحرار( مثلي لا يبايع مثله ), بإشارة واضحة إلى إن الفاسد لن يدوم.
إن عادل عبد المهدي أنتصر للشعب في حربه الاقتصادية, فهل سينتصر لهم في حربه الإدارية؟ التي يرى جميع المتبحرين في عالم السياسة انه قد حان وقتها, والتأخير فيها يعد خطرا, حيث لا يجدي النفع منها وفق نظام العراق الانتخابي, لان الشارع لا يدرك أهمية ذلك القائد, وهو شارع سطحي ساهمت السياسات السابقة بأبعاده عن العمق العملي, الذي يقوم به هذا الوزير, حيث أصبح الشعب يعشق المهرجين, لا الذين يدخلون الأمان إلى مجتمعه خلف الكواليس.
كما أدرك الساسة حقيقة هذا الأمر, ندرك نحن المطلعين على عمل عادل عبد المهدي, انه يدرك تماما هذه الحقيقة, ونعتقد انه قد اعد العدة الكاملة لهذه الحرب, كما ونعتقد انه قد يعلن ساعة الصفر لها بعد انتصاره التام في حربه الاقتصادية, وسوف نكتب له وبكل شرف عن هذا الانتصار.
https://telegram.me/buratha