تفتح السماء بصيرة الإنسان المخلص والصادق، إلى الحق والحقيقة، حيث يمكن له قراءة المستقبل من خلال جملة معطيات، تحصل في الواقع، لذا يضع قدمه حيث يجب أن تكون، فينجوا وينجى من اتبعه، أن كان من الشخصيات المتصدية للشأن العام.
خالد الملا رجل دين من أبناء البصرة، عايش الواقع كما هو بعد عام 2003، حيث تغيرت المواقع، وأصبحت الانتخابات هي الحاكمة، والانتخابات يفوز فيها من يحصل على الأصوات الأكثر، لذا فأن الشيعة، كونهم الأكثرية السكانية، ستكون لهم الأكثرية بالانتخابات، ومعناه سيكون الحكم لهم.
الشيعة يستندون إلى العمق الإيراني، التيار الصاعد في المنطقة، على حساب العمق السني، المتمثل بالسعودية أو قطر أو تركيا، لأسباب فرضها الواقع، فإيران لها اذرع تمددت بالعالم أجمعه، ولديها قوى قتالية في خارجها، وأهمها تلك التي تهدد إسرائيل حزب نصر الله وحماس، لهذا أمريكا والغرب حلفاء السنة، لا يمكنهم الاستمرار مع تيار يتسافل، تمهيد للاختفاء، وهي ترى تيار يواصل الصعود في كل المجالات، لذا بدأت بوصلة أمريكا؛ تتحرك بهدوء باتجاه التيار الصاعد.
نعود للملا الذي قرأ هذه الخريطة ليختار طريق الاعتدال، والتعامل مع الحكومة والقوى الشيعية، ورغم عدم فوزه بالانتخابات؛ ضمن القوائم الشيعية، لكن اعتداله وواقعيته، وضعه في مناصب مهمة، تمكن من خلالها؛ أن يخدم ناسه وأتباعه والمؤمنين بنهجه، لا بل وخدم كل من قصده من أبناء السنة، ليثبت أن خياره كان الخيار الصحيح.
كل من شتمه واتهمه وعاب عليه التقرب من الحكومة، ثبتت الأيام فشله، حتى في حفظ سمعته الشخصية، وهرب وترك جمهوره يعيش معاناة دائمة، بعد أن ورطهم بالشعارات الزائفة، ليحقق مصالح شخصية أو أجندة خارجية، وتخلى عن كل شعاراته، بعد أن خسر من غرر بهم الأرض والعرض، ولم يتمكن من تقديم أي شيء لهم، لذا عاد بعضهم لطلب المعونة من إخوته في الوطن، الذي طالما شتمتهم واتهمهم، بسبب ذاك الهارب، ليجدوهم خير معين وسند.
أن تجربة السنوات الماضية؛ أثبتت لا حل إلا بالتعايش بين أبناء الوطن الواحد، كل حسب حجمه، يحترم بعضهم عقيدة وتوجهات الأخر، وخلافها ما يحصل في المحافظات السنية اليوم من قتل واغتصاب وتهجير، وجرائم لم يشهد لها التاريخ، أذن خالد الملا اختار الطريق الصحيح، طريق الوطن والوطنية، دان جرائم البعث؛ لأنها وان وقع اغلبها بحق الشيعة والكورد، لكن لم ينجوا أبناء السنة منها، ومن نجى بالأمس اخذ نصيبه الأن، لذلك فأن الجمهور السني اليوم، الذي يفتقد للقيادة الحكيمة، القادرة على حساب الأمور كما هي، بعيدا عن الشعار الزائف، مدعوون للالتفاف على الأصوات المعتدلة، التي ثبت أن خيارها كان الأصح والأنجح، أصوات الشيخ خالد الملا كقيادة ومرجعية دينية، والشيخ حميد الهايس كقيادة عشائرية أو سياسية، هذا لا يعني عدم وجود أصوات واقعية أخرى، لكن هذه هي الأصوات المتصدية، التي ارتفعت لإظهار الحقيقة، والتعامل مع الواقع...
https://telegram.me/buratha