أردتُ الكتابة فبالكتابة هدايةَ، وبالكتابة لغةُ العتاب، وبالكتابة فن وهواية، وبالكتابة شعر ورواية، وبالكتابة علم ودراية. وبالكتابة هموم وطموح .
قلمي يكتب لعلي أوصفُ هموم شعبي ، قلمي يكتب ما عجز عنه فمي ، قلمي يكتب فيرحل فكري إلى أحضان أفكارك ، قلمي يكتب لعل في كلماته معنى للحياة ، قلمي يكتب لعلي أرسم بسمة على شفاه المحرومين ، قلمي يكتب لعلي أوصل صوت شعبي ، قلمي يكتب بكاء الثكلى ، قلمي يكتب قصص حياة المغدورين ، دع قلمي يكتب ، لا يخشاك أيها الصنم ، قلمي يكتب ما يريد ويعبر عن رأيه ، ليس المهم أن يرضى الناس ، الأهم أن يرضى ضميري .
أنا عندما أكتب لا اكتب بحبر القلم ، بل أكتب بدماء قلبي الذي ينزف يومياً على أبناء شعبي ، عذراً إن ظهرت بعض الجراح على السطور ، فجميل أن نكتب كلمات يراها البعض جميلة ، ويراها البعض معبرة ، ويراها الآخرون بلا فائدة ، ولكنها كتبت لا يعرف ما وراء قصدها إلا الله سبحانه وتعالى .
ينصحني أحبتي وأصدقائي أن أسكت لان قلمي سيقتلني .. أسكت .. وجراح شعبي تنزف دماً ... أسكت .. ويومياً أزف أحبتي وأصدقائي إلى مثواهم الأخير ... أسكت ... ونساء العراق تباع في سوق النخاسة .. اسكت .. ومدن بلدي محتلة .. أسكت ... موازنة العراق نهبت .. أسكت ... أسكت .. على أي حال اسكت ... لا والله لم أسكت حتى لو قتلوني ... لان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم قال ( أفضل الجهاد عند الله .. كلمة حق عند سلطان جائر ) .
النصر أن تعيش رجلاً وتموت رجلاً .. أي أن تعيش على العقيدة .. المذهب .. المبادئ .. السلوك .. المنهج .. فأسأل الله أن يمن علينا بقلب سليم ، فأصعب امتحان في الحياة نهايته الموت ، وما جعل الله لبشر الخلود . أننا نحارب ... بالكلمة .. كل ظالم .. مهما كان دينه أو مذهبه أو عقيدته أو قوميته أو حزبه أو مركزه أو منطقته .. وسنبقى نحارب مهما تعرضنا إلى الأذى أو القتل ، وأن أخذ الله أمانته يوماً ... فأنني تمنيتها لأخر ذرة هواء دخلت إلى رئتي . فأن هدفنا الأول والأخير هو نيل الشهادة . أن السكوت على أهل الباطل يعتقدون أنهم على حق وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( حين سكت أهل الحق .. ظن أهل الباطل أنهم على حق ) .
أنظروا عندما سكت الشعب على جرائم صدام وحزبه ، ظنوا أنهم على حق ، فعاثوا بأبناء الشعب تشريداً وسجيناً ومعذباً وقتيلاً ، وتوهموا أنهم على حق فمارسوا باطلهم ووحشيتهم . أن قلمي يبقى مشرع بوجه الفساد ولو كره الفاسدون ، وحاملا هموم شعبي ، ومناصراً للحق أينما يكون ، فمناصرة الحق في هذا الزمن يؤدي إلى التهلكة لآن ( أكثرهم للحق كارهون ) .
أن السبب ليس في قلمي بل في أولئك الذين أؤتمنهم الشعب على حياته وعلى خيراته ، فخانوا الأمانة وأوصلوه إلى هذه الحالة التي عليها اليوم . فهل تريد من قلمي أن يسكت عن هؤلاء ؟!!! كلا وألف كلا ... إلى أن يسكت قلبي عن النبض .
https://telegram.me/buratha