المقالات

العراق بين مسحل وجهنام ومثلث الدم!/ أمل الياسري

1317 10:04:34 2015-02-27

أمل الياسري

أمامنا قافلتان الشهداء والنازحون, وأولياء الشيطان, يحتاجون الى عملية جراحية سريعة, فالمظلومون أدركوا, أن الإقتناع بالأكاذيب والأباطيل, مجرد حلم زائف, لا يمت للواقع بعلاقة, وهم يتظاهرون بالصلاح والإصلاح, رغم أن لكل قاعدة شواذاً, لكننا نرى الوضع من زاوية مختلفة, فالعراق مازال الأول, في القتل والنزوح والذبح, والمقابر تنادي هل من مزيد؟.

المواطنة ضرورة عقائدية, وطنية ملحة في هذا الوقت, لأن العبث الهائل, الذي يجري في مفاصل الدولة, لا يحدث إعتباطاً, وإنما يتم على مرأى الساسة وبقوة, وبغطاء قانوني مشرع, وفق نظرية الحدود لا ترسم إلا بالدم.

نريد أن نعيش بأمان, بعيداً عن مطامع الشيعة والسنة والأكراد, فهذا المثلث الطائفي رسم, عندما تناسى العراقيون هويتهم, وبات الإسم واللقب والعشيرة, من تشكل مثلث وحدة العراق, وتحدد من يبقى ومن يفنى, في غياهب الطرقات.

النظام الدكتاتوري المقبور أبدع في إقناع الشعب, بأنه لا سبيل لحكمه إلا بالقوة والبطش, والحقيقة أننا نحن من روجنا لهذه التغريدة, على مواقع السيارات المظللة, ومن خلال تصرفات الساسة, الذين لا هم لهم إلا أحزابهم.

خطة فرض القانون, والأحداث الطائفية, أخذت منا الأحباب والأصحاب, وخلفت الأرامل والأيتام, فهلا نكون على قدر المسوؤلية, ونصرف وقتنا للمصالحة, بقدر الأموال المخصصة لها, على شرط أن يتصالح الساسة أولاً, وبشكل حقيقي.

الشهداء والنازحون, أصبحت أحلامهم, كالأصوات الخاوية, الحائرة بين مقدار التضحية, وبين أن يرتب الساسة أوراقهم, لتنظيم البيت العراقي, لئلا تصبح الأعداد أكبر, والمشاكل أكثر, فلملة الجراح ووحدة الصف, الغاية الأسمى, لتسعد هذه القوافل الخالدة.

إن الحرب مع الأعداء لم ولن تنتهي, فالعراق أضحى ساحة, لتصفية الحسابات اليهودية العالمية, بحجة القضاء على التطرف, والإرهاب والتكفير, مع أن الإسلام ليس مرسوماً, وفق هذا المثلث المقيت الجاهلي بإمتياز.

المؤمنون إذا أنعم عليهم الخالق شكروا, وإذا أبتلوا صبروا, وإذا أذنبوا إستغفروا, وهذا ما قرأناه في إسلامنا الحنيف, أما ساستنا, فإنهم لا يفقهون المعنى, بحيث يخيل إلينا أنه, لم يكن هناك صوت, سوى ألم النشيج, وفرقة النسيج, وهو ما يطربون له .

لقد زعم العرب قديماً, أن للشاعر الأعشى شيطاناً, يدعى (مسحل )يلهمه الشعر, وكانت له تابعة, تدعى (جهنام )يتراميان حوله, فينشد أروع القصائد, في حين أن الواقع السياسي في العراق, يلهم الشهداء والنازحين, على نشيد مدو مفاده, معادلة واقعية موضوعية, وهي إستنزاف الشياطين الجدد, لمقدرات العراق, تحت مظلة التغاضي والتراضي, فيدونوا أجمل المقطوعات الشعرية, على حساب الأشلاء والدماء, دون فتح ملفات الخونة والفاسدين.

توزيع الأدوار, والثقة بهمة أبناء القوات العراقية, والحشد الشعبي والعشائر الشرفاء, والعمل بروح الوحدة والتسامح, وإحتواء الأزمات, والحزم في إتخاذ القرارات, لمصلحة الوطن أولاً, هو من سيجعل العراق منتصراً, ويطرز قصيدة رائعة, بأحرف من نور, على خريطة الصمود والتحدي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك