المقالات

العراق ولعبة التقسيم القذرة/ باقر العراقي

1456 10:03:11 2015-02-27

باقر العراقي

ثمة أمور علينا معرفتها أولا، حتى تزيل الاستفهام والشكوك عنا، فالعراق مثلا بلد ذو تاريخ كبير، وتزخر عقوده وقرونه، بالانجازات البشرية والإنسانية، وقد مرت جميع الحضارات بأرضة وتداولوها أبناءه،على فترات مختلفة من الزمن.

لا يوجد غموض نبحث عنه، أنما هي شكوك ومخاوف يحق لنا طرحها، في خضم الوضع الحالي للبلد فهل سبق أن تم تقسم العراق سابقا؟ ومن هم سكان العراق؟.

عندما نتجول في أرض العراق، تعطرنا رائحة التاريخ في كل شبر من أرضة، ففي الجنوب استوطن السومريون والاكديون، وبنوا حضارات وكونوا مجتمعات، وامتدوا بها لتعلوا الجبال وتختلط مع الحضارة الآشورية في الشمال، وليكون الرابط بينهما حضارة البابليين الأولى.

الصحراء لا تخلو من المشاهد الاكدية العظيمة، والأهوار تزخر برائحة سومر المعتقة، والجبال تحمل بين جنباتها شمائل آشور وكلدان، وطاووس الايزيديين المتألق، والنهران العظيمان، يحفران في عمق تاريخ بابل وجنائنه المعلقة.

كل ذلك كان قبل آلاف السنين ولا زال، ولا ننكر أن هناك تدخل واحتلال أجنبي، لا ننكر أن هناك صراع بين الحضارات المتعاقبة للعراق، وبين السلالات الحاكمة نفسها، لأن الحضارة تصنع بالتزاحم، ولأنها رغبة البشر في التسلط والإنجاز معا.

الصراع حول المصالح موجود، والعراق لازال موحدا، فبعد أن كانت الفيدرالية تقسيم وتمزيق للبلد، أصبحت الآن ضمان وحدته، ومعارضوها سابقا يتشدقون بها الآن، بعد أن تخبطوا وضاعت عليهم الحلول، فهم لم يأتوا بجديد، لأن من طرحوها سابقا، كانوا حكماء القوم،وليس ممن تتقلب مواقفهم حسب المصالح.

الخوف لازال مستمرا في خضم المشاكل التي يمر بها البلد حاليا، الخوف من أن يكون هناك شقيقان كل منهما في دولة، كما حصل أثناء تقسيم الكوريتين، الخوف من تفتيت النسيج الاجتماعي ذو السبعة آلاف سنة، الخوف من أن يتوقف العناق بين دجلة والفرات مع شط العرب.

المخاوف والهواجس مشروعة لكل إنسان عراقي، يشعر بوطنيته، ويشعر بإنتماءه، والحلول تكمن في الألفة والمحبة والاستماع لمن يحترم الآخر، وعدم الإنصات لنعيق المأزومين المهزومين، وتعديهم على الآخرين.

فهل ستنتصر أرادة العراق وشعبه؟ إرادة الخير والسلام والوئام، بين كل أبناءه، وعشائره وقومياته وأطيافه، أم ستكون هناك إرادة أخرى لمن أراد لعقله أن يكون دليلا لنزواته ورغباته ومصالحة البذيئة، حتى يجزئ الجغرافيا، التي عصت على التقسيم لقرون خلت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك