المقالات

متى يُراجع الطائفيون أنفسَهم .؟

1512 01:00:51 2015-02-25

كل إنسان في عالمنا الراهن بات يدرك إن العراق اليوم في قلب العاصفة. وكيانه مهدد في الصميم. فبرابرة العصر الدواعش يدنسون أجزاء غالية منه ويعيثون فسادا وظلما ودمارا وقتلا وذبحا وحرقا وسبيا فيها. وقد بلغ عدد النازحين في وطنهم إلى مليوني إنسان وهم يعيشون في مخيمات مكشوفة لاتصلح حتى للحيوانات ويموت الأطفال والشيوخ منهم يوميا نتيجة فقدان الدواء والغذاء وعوامل الطبيعة القاسية.والحكومة العراقية تقف عاجزة لآحتواء هذه المأساة الإنسانية الكبرى نتيجة الأزمة الإقتصادية وما رافق هذه الحملة الإغاثية من فساد. والهجمات الإنتحارية لهؤلاء التتر تحصد العشرات من الأبرياء يوميا دون تمييز بين مذهب وآخرلتمزيق اللحمة الوطنية.وبث النعرات الطائفية السوداء بين أوساط الشعب هوالسلاح الأمضى بأيدي أعداء العراق لتمرير مخططاتهم الهادفة إلى تقسيم الوطن وتحويله إلى دويلات طائفية متناحرة. وأزمات اخرى كثيرة تتلاحق وتتراكم ويدفع ثمنها الباهض الشعب. وكأن هذا الوطن الجريح قد كتب عليه أن يعيش وسط دوامة لاتنتهي من الأزمات .

وحين تعصف الأزمات بالدول يتوحد سياسيوها وقادتها لدرء الخطر الداهم عن أوطانهم. لأن موقعهم القيادي يحتم عليهم هذا الأمر. وقادة العراق لايمكن أن يكونوا استثناء عن هذه القاعدة العامة ولابد أن يكونوا بمستوى المسؤولية والأمانة التي تحملوها ، وأقسموا أن يكونوا أمناء عليها. ومن أضعف الإيمان أن تنطق أفواههم بالكلمة الطيبة الموحدة لا أن يصبوا الزيت على النار ويدفع الأبرياء الثمن.إن كل صوت ينطلق لإحداث المزيد من المآسي والويلات في جسد الوطن يكون صاحبه قد تجرد من أي حس أخلاقي ووطني وديني وخان الأمانة التي تعهد أن يؤديها على الوجه الأكمل. ولاشك إن تصفية أية نفس بشرية تعتبر خسارة للعراق.ولابد للحكومة وأجهزتها الأمنية والإستخبارية من ملاحقة الجناة وإلقاء القبض عليهم ، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل حتى تسود لغة القانون بدلا من لغة الجريمة. ولكن تعود البعض من السياسيين إطلاق الصرخات الطائفية ضد مكون برمته حال حدوث جريمة قتل لشخص من مكونهم ليعطوا انطباعا في الداخل والخارج إن أبناء هذين المكونين لايمكن أن يتعايشا في ظل وطن واحد بعد مئات السنين من التعايش.ومما لاشك فيه إن جريمة اغتيال الشيخ المرحوم قاسم سويدان وحمايته مدانة بكل معنى الكلمة. لكن الأمر المرفوض أيضا أن ترتفع الأصوات الطائفية أثناء تشييع المغدور وحمايته.ويتم تهديد مدينة معينة يعيش فيها مواطنون أبرياء بالويل والثبور. والأنكى من ذلك ارتفاع هذه الأصوات الطائفية بحضور مسؤول كبير في الدولة يحتم عليه واجب المسؤولية أن يرفضها ويستهجنها بكل قوة حفاظا على وحدة الشعب العراقي . بدلا من رفع صوته في فضائية مسخرة ومعدة لغايات طائفية، ولها خبرة طويلة في صب الزيت على النار، وتستغل حادث كهذا. ضد ماسماها ب(العملية السياسية البائسة)التي لا يريد أن يكون (شاهد زور عليها) لكن الحقيقة تقول إنه غارق فيها من قمة رأسه إلى أخمص قدميه.ويحصل على آمتيازاتها منذ سنوات. وكما يقول المثل العراقي ( إيدي بحلكه وإصبعه بعيوني) وحين يسأل لماذا أنت باق فيها؟ يجيب على الفور لإصلاحها من الداخل.!!! وهو عذر مهلهل لايستند على حقيقة. ولا أدري ماذا قدم لإصلاحها غير نبرة (الأنا) الكريهة الخاوية والتي يطلقها عشرات المرات في كل مرة يظهر فيها على شاشات الفضائيات. وكأن لسان حاله يقول:
ليعلم الناس إني من خيارهمُ - في الدين دينا وفي أنسابهم نسبا.

إن هذه الإزدواجية في التعامل لايمكن أن تنطلي على كل عراقي لبيب واع.والشعب العراقي لن ينسى كيف يستقتل هذا وأمثاله ويبذلون الأموال الطائلة على وسائل دعايتهم لكي يحصلوا على مقعد حكومي في هذه العملية السياسية التي يطلقون عليها تسمية البائسة. فتراهم يصبون جام غضبهم على الحشد الشعبي نتيجة خطأ فردي ويغلقون أفواههم عما ترتكبه داعش في مناطقهم من عمليات الحرق والذبح لمئات المواطنين الأبرياء في تلك المناطق وكأنهم ليسوا من أبناء جلدتهم وهم يتحدثون في الفضائيات إما من المنطقة الخضراء أو أربيل أو عمان. ويلوحون بتقسيم الوطن على أساس طائفي لإنهم لايستطيعون العيش ألا في كنف الطاغية الأوحد ليقولوا له أنت فخر الأمه وعظيمها وباني مجدها وكل الشعب معك حتى النهاية. 
إن الطائفي الذي يحمل معه جرثومة الطائفية يتصور إنها ستبقيه في مراكز مهمة في الدولة لأطول مدة في حياته . وربما علم أم لم يعلم إنه يقدم خدمة مجانية لأجندات خارجية حاقدة على العراق حين يفضل رغباته الطائفية الجامحة ومصالحه الحزبية الضيقة على حساب مصلحة الوطن. 
إن الأصوات الطائفية حين تنطلق تدمي قلب كل عراقي شريف يحب وطنه ، والأحرى بهؤلاء السياسيين أن يراجعوا أنفسهم قبل فوات الأوان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك