المقالات

الديمقراطية العشائرية: إستجواب وكَوامة وعطوة!/ قاسم العجرش

2968 11:00:04 2015-02-23

قاسم العجرش

يعج دستورنا وقانون مجلس النواب، وقانون مجالس المحافظات، بالمفردات التي تؤكد على أن الجانب الرقابي للمجلس، هو عمل مواز للواجبات التشريعية، ولكن هذا الجانب لم يُفعل في الاتجاه السليم، أي في اتجاه تقويم الأداءات ومراقبة المؤسسات، ومسائلة المسؤولين الحكوميين عن أدائهم، أو عن الفساد المستشري في مؤسسات وزاراتهم.

مع أن مثل هذه المطالب تعد طبيعية جدا، وعادية في الديمقراطيات الراسخة، إلا أنها في بلدنا تعتبر أمرا بعيد المنال، ليس بسبب عدم وجود الغطاء القانوني الداعم لها، بل لأن الرقابة الحقيقية باتت بعيدة المنال لأربعة أسباب.

الأول؛ أن ثقافة الديمقراطية غير محددة المعالم عندنا، وبعض القوى السياسية، لا تنكر أنها تؤمن بآليات الديمقراطية للوصول إلى السلطة، ولكن الديمقراطية ذاتها ليست الهدف الذي تسعى إليه!

السبب الثاني، أن هناك علاقات متشابكة ومعقدة، تحكم العمل السياسي من بينها: مبدأ (شيلني وأشيلك)، وهو مبدأ معناه أتركني أفعل ما أشاء، وسأتركك تفعل ما تشاء!

 الثالث؛ أن الإرادة السياسية غير متوفرة، وان كثيرين لا يرغبون بوجع الرأس!

أما السبب الرابع فهو أن الرقابة البرلمانية، وأداتها الاستجوابات، تحولت من استجواب المسؤول على أداءه مؤسسته ومخرجاتها، إلى البحث والتنقيب في مثالب المسؤول ذاته، مختصرين الأداء السيئ بشخصه، مع أن السوء في مؤسسته التي يقودها، وبذا يتحول الاستجواب من استجواب الأداء، إلى استجواب الشخص، ويتحول مفهوم الاستجواب من معناه الحرفي، والذي يعني الإجابة على أسئلة بعينها، إلى غمز ولمز وترميز، و تهديد وسخرية وثلم  بالجوانب الشخصية..

يتطور الوضع بين المستجوب "بكسر الواو"، وبين المستجوب "بفتح الواو"، إلى عداء شخصي ومهاترات، ونشر الغسيل القذر لكلا الطرفين..

 المستجوب "بكسر الواو"، يعتقد أنه حين "كسر الواو"، فأن باستطاعته "كسر" أنف المستجوب المفتوح الواو، والأخير يعتقد أنه ما دامت "واوه" مفتوحة، فإن العيون "مفتوحة" عليه حسدا، أو طمعا بما تحت يده من أموال، وإمكانات وامتيازات!

كلام قبل السلام: في آخر حالات الاستجواب والمسائلة ، وفي مجلس ذي قار؛ وصل الأمر إلى التهديدات العشائرية "الكَوامة"، وجيب "الفصل" وودي "الفصل"، وراحوا وسطاء وأتى وسطاء آخرين، ولخاطري والخاطر شيباتي..!

سلام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك