المقالات

مطر كلّش مطر ....!

3956 01:08:21 2015-02-23

مطر يغسل غبارنا، يعيد الحياة للغزل والعيون والنهر، يقبلُ الأرض حين تهلل وجوه الفلاحين ، يبشر القداح بضافة الربيع، وأحيانا يساعد الباكوّن على تسريب دموعهم دون رقابة حين يخالطها المطر ..!
كان النهر يمتلئ حين يهطل المطر ، الشوارع تمتلئ بصراخنا نحن الصغار ، وكمّ داعبتنا البراءة والوهم ايضا ً ونحن نطلب من المطر الحلبيّ ان " يُعبّر" بنات الجلبي ..!
جاءنا "الجلبي ".. ، جفّ المطر و حلّ الغبار الأحمر القاني .

في بغداد مطر اسئلة تنزل مثل حباته الثقال المتأخرة .
" مطر كلش مطر ..والشارع مغوّش حي (حَكيّ ) "
هكذا تقول نبوءة العراف مظفر النواب قبل سنين ، وهذا الضباب لن يمحى عن العيون لو استمر المطر مائة يوم ..، هذا رماد التاريخ ينفجر مرة واحدة ، فلا نهر ينفع ولامطر يصلح ..ولاحتى قصائد السياب يمكن ان تودع الذاكرة بعض الأمل .

مطر في بغداد ووحشة الطرقات تعلن عن موسم حزن إضافي ، ليل ينهض قبل موعده ودفء لامعنى له ونحن على بُعد أسبوع من آذار ... مطر يزيد " الطين " بلّة ...!

شعوب الأرض التي لاتملك نازحين، تفرح للمطر وتغني بوجدان يتماهى ولحظات التطهر في عناق المطر ، مطر يدفع للعشق والنشوة والتأمل في معنى ان تتكامل دورة الروح حين تغرق الأرض بالغيث ،وتكرر السماء دورة رعايتها للأرض وماعليها ..!

برق يضيء عتمة المساكن المهجورة من الضوء ، رعدٌ يدويّ لاتترشح عنه دماء ولاأيتام أو ثكالى ، وهذا الشذا المتصاعد من تراب الأرض يذكرك بانك حي ّ، لم تفقد كل حواسك بعد، هاأنت تميز رائحة الأرض بعد المطر .

مطر يدعوك ان تستفيق ، تتذكر وصايا الراحلين ، بأن القوانين تمارس لعبتها دون توقف ، و خداع الأزمنة أوطوارئ السنين لن تغير من سنن الوجود ،... " تلك الأيام نداولها بين الناس "... لاثبات في هذه الدنيا ، لاسيادة نهائية للخطأ أو الفرح أو الموت... الطبيعة ترفض ذلك مهما استبد الوجع والإغتراب وتلونت الفوضى .

مطر في بغداد ، ستنبت الأرض من جديد ، وذاك الشارع الممتلئ بالكلام "المغوش" والصمت المر ّ،سيعطي ثماره بحكمة جميلة نافعة ، سترقص مع المطر في أحضان بغداد وجداول الأناشيد والزهر والشجر ، وينشد الصغار مجددا على ضفاف دجلة ؛
مطر مطر حيل حيل ..عبرت بنات الكحيل .
وصوت النواب يكرر الترنيمة ..." مطر كلش مطر ...والشارع مغوش حي "

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك