المقالات

قانون الحرس الوطني إنقاذ لما كان مما سيكون..!/ حيدر حسين سويري

1876 09:23:20 2015-02-19

حيدر حسين سويري

بات إقرار قانون الحرس الوطني يمثل رعباً لدى الشارع العراقي، كما هو الحال مع باقي قوانين وتشريعات البرلمان العراقي، وكأن مهمة هؤلاء البرلمانيين خلق الأزمات وليس حلها!

بدأ الشعب يتوجس خيفةً من تصرفات وتصريحات بعض البرلمانيين، وخصوصاً تلك التي تنتقد تشكيلات المتطوعين، دون إعطاء حلول لأمر واقع، فرضته علينا تصرفات الحكومة السابقة، ولولا هؤلاء المتطوعين الذين هرعوا للدفاع عن وطنهم، لدخلنا في المسير إلى المجهول.

عندما أصدرت المرجعية فتواها المباركة بـوجوب الجهاد، بدأ الحديث عن أهمية إقرار هذا القانون، ولكن كالعادة فنحن في العراق نمشي عكس المألوف، فالساسة يصنعون الأزمات، والشعب يهرع لحلحلتها، ووضع الحلول للخروج منها بأقل الخسائر.

بعدما حقق المتطوعون الأنتصار على داعش، الذي بات وشيكاً طرده من الأراضي العراقية، نهائياً وبلا رجعة، عاد البرلمان العراقي هذا الطفل المدلل اليوم، ليهاجم أبناء الشعب المتطوعين، فمرة يصفهم بالمليشيات التي يجب القضاء عليها! وأخرى لا يوافق أعضاءه، على منح حقوق الشهيد لشهداء المتطوعين، بإدعاء أن هذه الصفة خاصة بمنتسبي الجيش والشرطة، وأخرى يقول: هم العدو فأحذرهم!

أما الشعب المبتلى، فهو يعلم علم اليقين، أن المتطوعين، هم من أعاد موازنة المعادلة السياسية والعسكرية في العراق، ولولاهم لإنهار كلُّ شئ، ولدخلنا في أمرٍ لا يعرف حتى دهاة السياسة الصهيو-أمريكية، كيفية الخروج منه، ولذلك فإن الشعب لا يتخوف مما طرحه البرلمانيون من مخاوف، لأنها تخوفات ساذجة تنم عن عدم معرفة من جهة، وتُعتبر مصلحية وإنتهازية وطائفية من جهة أخرى.

الشعب ينظر إلى ما بعد النصر على داعش، وإنتفاء وجود المتطوعين، ولذلك هو يطرح أسئلة مشروعة من قبيل:ماذا سيفعل المتطوعون؟ وإلى أين سيذهبون؟ من يضمن سلامة عمل المتطوعين مستقبلاً؟ هل سيشكلون عصابات خارجة عن القانون، كما نراه في أفلام هوليوود؟ هذا في الجانب السلبي.

في الجانب الإيجابي، فالشعب يسأل: من سيتكفل بعوائل شهداء المتطوعيين؟ ما مصير الجرحى والمعوقيين والمفقودين وأسرهم؟

إن هذا التخوف، وإن لم يكن معهوداً في العراق، ولكنه ممكن الحدوث، لذلك فإن قانون الحرس الوطني، هو الحل الأمثل لعدم حصول ما نحذر منه ونخاف، وهو الذي يمنع حدوث حرب عصابات أو تشكيل مافيات، لأن ذوبان المتطوعين في جهاز تابع للدولة ، يمكن السيطرة عليه يمنع ذلك ، أما أن تنتهي الحرب على داعش والارهاب، ويُطلب من المتطوعين الرجوع كما كانوا، هو شئ لا يمكن ضمان سلامته البتة.

إن  قانون الحرس الوطني، إنقاذ لما كان من نصر على الأرهاب، مما سيكون من حرب عصابات ومافيات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك