المقالات

الامم تراكم المكاسب.. ونحن نراكم الخراب

1695 08:45:06 2015-02-18

عادل عبد المهدي

"تعيش الامم الحية على مراكمة المكاسب فتصبح لها مخزونات مادية وفكرية مركبة ومعقدة، فتنتج وتتطور بمعادلات رياضية وليس حسابية.. لتتقدم على غيرها نوعاً وكماً. وهو ما يسمح لها بالتعويض عند تعرضها لكوارت طبيعية او ظروف طارئة او معالجة الاثار الجانبية السلبية لعملية التراكم.

كنا امة تراكم -كما ونوعاً- حتى قرون خلت، فتقدمنا الامم.. ثم فقدنا الحس الحقيقي والشروط اللازمة لمتطلبات الحضارة والتاريخ. فتحذير العقلاء لعمال الخراج ان "ابقوا لهم لحوماً تنمو عليها شحوماً" كان همه التراكم.. الذي بفناء عوامله سيخسر اللحم والعظم والنمو والبقاء. فحصل التراجع في العلوم الدينية والدنيوية الا لمن تحصن... وانقرضت دور العلم بمناهجها المترابطة الدينية والدنيوية.. الفيزيقية والميتافيزيقية وعدم تعصبها.. ليقول ابو حنيفة رحمه الله "لولا السنتان لهلك النعمان"، يعني السنتين اللتين اخذ فيهما العلم عن الامام جعفر الصادق عليه السلام.. فتكاملت الرؤى، وترابطت، وتوحدت، واعتمدت العوامل على بعضها.. فعندما يتكلم "ابن خلدون" عن العمران يؤكد على فرعيه "الحضري والبدوي"، اي المديني والريفي.. كدليل لاهمية التكامل والترابط في النجاح. وعندما تغلق ابواب النجاح تفتح ابواب الفشل، ويبدأ العد التنازلي للتراجع. فالتآكل كالتراكم، قانونه الاواني المستطرقة، يصعد كله او ينزل كله، الا من ينقطع عنه.

تضاعف سكان العراق اربع مرات خلال العقود الخمسة الاخيرة... فقضى كثيرون في جيوش الجوع والحرب.. تجندهم الدول الاجنبية او حروب الطوائف وامراء الارض وصولاً لصدام الذي فاق الجميع.. فان بقي فائض فتتلاقفه مدن الصفيح ومجمعات التهجير وبلدان المهجر.. وازدادت الثروات، ليزداد مقابلها جيش المعدمين الفقراء العاطلين. وازداد حملة الشهادات وعدد المدارس والمستشفيات والاطباء ومن يحمل السلاح.. لكن معدلات الامية والجهل والجريمة الاجتماعية والسياسية قد ارتفعت ايضاً.. وتراجعنا بمقياس العلوم والتنظيم والانتاج الفكري والمادي مقارنة بغيرنا.. وتدهورت المختبرات والاكتشافات والاختراعات.. وقل العلماء والفنانين والادباء وحملة القلم وصناع المهنة ورجال الاعمال والتجارة الاكفاء، او صاروا ينتجون لامم اخرى. وانخفضت معدلات الحياة للانسان والارض والماء والاعمال النافعة والصالحة.

وازداد الموظفون لتنقص خدمات الدولة للمواطنين وخدمات المجتمع لنفسه.. وتصاعدت موارد النفط الهائلة على حساب غيرها.. لتصرف لتطوير آلة الحرب والدمار والفساد والعبث.. بدل ان تصرف لقلب المعادلة وكسر الحلقة لنعود لمراكمة المكاسب والمنجزات التي ترفع بعضها بعضاً، والتي تحمينا في يومنا وغدنا.

"ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".

10/5/150218

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رياض هادي
2015-02-18
فقط للعقلاء اقول لو كان ماكتب هذه السطور تفادى ذكر ابو حنيفة وابن خلدون لقلنا مرحبا بموضوعية الكاتب ولكن اختيار الكاتب لذكر ابو حنيفة هذا الذي خالف الأمام الصادق في كل مسالة فكيف يذكره ويترحم عليه واما ابن خلدون وهنا الطامة الكبرى حيث ان ابن خلدون يعتبر ان معاوية خليفة راشد ويعتبر استخلاف يزيد لاضير فيه بل انه يعتبر ان قتل الأمام الحسين عليه السلام اجتهد فيه يزيد ولمن اراد ان يبحث في شأن ابو حنيفة وابن خلدون فليتفضل ويبحث . بناء على ما جاء اعلاه اما ان يكون الكاتب يجهل الأمور المذكورة اعلاه وبالتالي عليه ان لايخوض فيما لايعرف واما ان يكون هو يعرف وبذلك يكون قد قدم امثلة فيها مايشبه دس السم في العسل .ولكي ننصفه نقول انه ممكن تهيأ له ان كل جمهوره من السنة فأحب ان ويجاملهم على حساب الحقيقة فهل يجوز ذلك . القاعدة العامة التي يعرفها كل اتباع اهل البيت ان كل من يتركهم ويلجأ لغيرهم يضل ولا يهدى . كلمة فقط لمن يقرأ هذا الرد على المقال ولا ينشره احاسبه يوم القيامة لأن فيه شيء من انصاف اهل البيت الذين نبكي ونحزن لذكراهم فاذا لم ينطبق الفعل مع العمل نُسجل عند الله تعالى منافقين وبالتالي سيكون معنى ذلك انكم تحسبون حساب عادل عبد المهدي ولا تحسبون حساب من خلقه ولا حساب اهل البيت عليهم السلام .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك