عندما أقدم تنظيم داعش الإرهابي, على إحراق الطيار الاأردني معاذ الكساسبة, إنقلبت الدنيا ولم تقعد, وضج العالم بوسائل إعلامه, وسياسييه, مابين مُستنكر, وناقم, ومتوعد. هذا (العالم), وقف متفرجاً ينظر, منذ حوالي عشر سنوات, على أشلائنا, وهي تتمزق وتتناثر في الطرق والأسواق والجامعات, وفي كل زاوية من زوايا مدننا الشيعية. نفس هذا (العالم), لم يهتز له ضمير, وهو يشاهد 1700 شاب شيعي, تم قتلهم, وبإبشع صور النذالة والخسة والوحشية, ذبحاً, وحرقاً, ورميأً, وإغراقاً, وخنقاً, ومن قِبل نفس التنظيم وحواضنه ومؤيديه. ليس الأمر بمُستغرب, ففي عام 1991 صمت (العالم), لا بل ساعد الطاغية, على دفن عشرات الآلاف من ابنائنا, وهم أحياء, في مئات المقابر الجماعية, وتم بذلك إجهاض تلك الإنتفاضة الشعبية الكبرى.
اليوم الأخوة في إتحاد القوى الوطنية (السنية), علقوا نشاطاتهم في البرلمان, والسبب, مقتل أحد شيوخهم , وتوعد المشيّعون, بـــــ(تمليخنا), نحنُ الشيعة, كما فعلوها على الدوام, وهتفوا بشعارات طائفية مسيئة, للمكون الأكبر, وأشبعونا سباً وشتائماً, أمام عدد من أعضاء الحكومة والبرلمان, يتصدرهم صالح المطلك.
يُقتل من الشيعة يومياً العشرات والمئات, من النساء والرجال والأطفال, وتمر تلك الجرائم, بشكل طبيعي جداً, وكأن دماء أتباع اهل البيت لا قيمة لها, كل ما في الأمر, أن بعض الفضائيات, تبث على (السبتايتل), وبشكل سريع, (إنفجار سيارة مفخخة) في الكاظمية أو مدينة الصدر أو الكرادة...أو مناطق شيعية أخرى, و (خلّفت العشرات من الشهداء والجرحى), هكذا بكل بساطة, ينتهي الخبر, والموضوع, لا تعليق عضوية, ولا تهديدات ولا شتائم, هل أن أنهار دماؤنا رخيصة, وقطرات دمهم غالية ؟؟.
لا نتمنى طبعاً, أن يأخذ الموضوع بعداً طائفياً, ويُعطى أكبر من حجمه, خصوصاً وأن المتربصين, والمتصيدين بالماء العكر كُثر, وليس لهم أولوية أهم من إفشال الحكومة, خصوصاً بعد التقارب الحاصل, بين الأطراف العراقية, والقوى السياسية, ولكن هذا لا يعني أن نسمح لأي طرف أن يسيء إلينا, أو يستهين بتضحياتنا, ومثلما يعلم جميع أخوتنا في الوطن مدى صبرنا وحلمنا وأناتنا وحكمتنا, يعلمون كذلك مدى قوتنا, وتعدد خيارتنا.
المتطوعين من ابطال الحشد الشعبي الأبطال (الشيعة), يقاتلون الدواعش, ليس في الناصرية, ولا في كربلاء, يقاتلونهم في صلاح الدين, والأنبار, ومدن سنية أخرى, وتلك رسالة لها دلالات ومعانٍ, كبيرة, واللبيب بالإشارة يفهم.
https://telegram.me/buratha