المقالات

السنة وفك الارتباط مع داعش ؟!!

1665 17:24:01 2015-02-13

بدأت الأحداث الطائفية تدخل حيّز التنفيذ بعد تفجير قبتي الإمامين العسكريين (ع) في سامراء ، ليدخل البلاد في مرحلة أتون الحرب الأهلية ، وياتي ذلك بالاتساق مع دخول عتاة قادة القاعدة الوهابية الى العراق بحجة قتال المحتل وتكون يافطة التحارب الطائفي في العراق ، ومع تحالف رجال البعث والقوى الأمنية إبان حكم البعث بدأت نار الطائفية تشتعل لتأكل بلهيبها الحرث والنسل ويبدا مسلسل تمزيق الروابط الاجتماعية بين ابناء البلد الواحد . 
من هنا نتساءل ما هي علاقة السنة بداعش ؟!! وهل هناك فعلا علاقة . 

يُتهم السنة العرب في العراق انهم مرتبطون بداعش وهم عامل مساعد في إيواء الجماعات الداعشية في مناطق تواجدهم ، واليوم السنة يعقدون الموتمرات والتجمعات من اجل اعلان فك الارتباط بداعش من خلال إجراءات يقوم بها قادة وعشائر السنة العرب ، فتارة تكون بالمشاركة في قتال داعش جنباً الى جنب مع القوى الأمنية والجيش العراقي ، وتارة بعقد المؤتمرات التي توكد البراءة من تصرفات وسلوك داعش الإرهابي وتجرّمه . 
جميع الموتمرات التي يعقدها ابناء السنة العرب تؤكد على انهم ضحية الارهاب ، ويعيشون اسوء حالاتهم من الانقسام والتشضي وفقدان الارض والسلطة الخ ...، كما انهم يعانون بشكل واضح من وجود ملازمة واضحة بينهم وبين (الارهاب ،داعش ،البعث ) وهي حقائق تؤكدها الممارسات اليومية على الارض لذلك يسعى اليوم قادة السنة في العراق الى فك ارتباطهم من خلال عقد هذه الموتمرات وتجريم داعش واعلان البراءة منهم وقتالهم . 

ان المتابع الميداني على الارض يجد ان العرب السنة كانوا اداة داعش ، يساعدونهم على الانتشار والسيطرة على مناطقهم بسهولة وسرعة ، والموصل خير مثال على ذلك في سيطرة داعش على المحافظة ، وبغض النظر عن تخاذل بعض قادة الجيش الا ان التركيز هنا على سرعة وسهولة السيطرة على مفاصل المحافظة دون اي مقاومة من اَهلها او رفض لوجود هذه الجماعات الإرهابية المسلحة . 

كما ان البيئة الحاضنة لداعش كانت سبباً مباشراً في سرعة الانتشار والتنسيق العالي المستوى بين مختلف المناطق ، وسقوط صلاح الدين بسرعة نظراً لوجود هذه الحواضن التي تحدثنا عنها ، ناهيك عن الدعم المالي والسلاح والغذاء، وانتشار لعيونهم في المناطق التي ينتشر فيها قطعات الجيش وايصال المعلومات عن تحرك هذه القطعات وأماكن تواجدها، حتى صار الكثير من اهل المناطق السنية جزء من داعش وربطوا مصيرهم بمصيرها . 
الارهاب الداعشي وكما هو معروف للجميع لا امان له ، ويسعى الى تصفية خصومه ، وأي رأي او صوت يخالفهم ، وخير مثال على ذلك مقتل العشرات من عشائر البونمر وغيرهم من عشائر الانبار لمجرد انهم رفضوا سلطتهم وآرائهم التكفيرية . 

داعش اليوم تستخدم السنة العرب اداة للسيطرة على الارض ، عبر رفعهم لمظلومية اهل السنة تحت حكم شيعي ظالم ، واعلان نصرتهم للسنة ضد الشيعة ، عبر خطاب إعلامي مؤثر في البيئة الحاضنة للفكر التكفيري . 

ينبغي على السنة العرب في العراق اعلان موقفهم الرسمي من داعش ، ومن عموم القوى الإرهابية والتحالف البعثي ، عبر القنوات السياسية والدينية من خلال عقد المزيد من الموتمرات التي تَبَرز دور داعش في التهجير وقتل ابناء الشعب العراقي دون تمييز بين شيعي وسني ، كما ينبغي ان يكون للمؤسسة الدينية وعلماء اهل السنة والجماعة دور في تثقيف المجتمع على الوقوف بوجه الأفكار التكفيرية والتي تستهدف الجميع بدون تمييز ، كما يجب على السياسين السنة ان يكون لهم بيان واضح من الجماعات التكفيرية الداعشية ، والبراءة من افعالهم ، والتوقيع على ميثاق شرف عراقي يحرّم فيه الدم العراقي ويُجرِّم داعش والمشاركة الفاعلة مع ابناء الجيش العراقي والحشد الشيعي في تحرير المدن السنية من قبضتهم ، وطردهم خارج البلاد ، والتي ربما تكون خطوات أولية في اعادة بناء جسور الثقة بين المكونات العراقية كافة . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك