المقالات

فوبيا الحاكم الإله:العراق الراهن نموذجا..!/ باقر العراقي

1614 18:01:48 2015-02-12

باقر العراقي

قد يختلف مفهوم السياسة من فترة زمنية لأخرى، حسب التطور الاجتماعي والاقتصادي والديمقراطي معا، وتختلف معه الأساليب المتبعة لنيل المكاسب السياسية من كيان سياسي الى آخر، وهذا هو بحد ذاته تطور إيجابي، ولكن السؤال يكمن في مدى صحة هذه الأساليب وتقبلها اجتماعيا وأخلاقيا.

منهم من يعرف السياسة بأنها فن الممكن، أو الحصول على المكاسب في أرخص الطرق المتبعة، ومنهم من يصفها بالقدرة على تقبل الآخر وخدمته، والكل يدعي صحتها وفق منطلقاته وثوابته الأخلاقية، وهذا المنطلق لا يختلف عليه اثنان، لأن خدمة المجتمع من خلال السياسة يعد من أكثر الطرق صعوبة وأوحشها.

هناك مفاهيم أخرى وتعاريف أخرى، تعتبر أكثر أخلاقية مما قلناه، فقد استخدمت سابقا من قبل الأنبياء والأوصياء والصالحين، وبالتأكيد هي أصح من كل الذي ذكرناه، لأنها لا تنطق عن الهوى وتخالف النفس الأمارة بالسوء، وهذا هو الجدل الحقيقي القائم الآن في الأوساط السياسية، وهو هل نحصل على السلطة كي نخدم الجميع؟، أو نجعل الجميع في خدمتنا.

إذن السياسة سلوك وليس كلام فقط، ولا بأس أن يكون هناك كلام للتعريف بالأفعال اللاحقة، وهذا ما يسمى بالبرنامج السياسي للكيان أو الشخصية السياسية، ولابد أن يكون هناك تطابق قدر الإمكان بين الكلام والفعل السياسي، إذن فالسياسية رسالة لا ينبغي أن يحمل لواءها كل من هب ودب، وإنما من يستطيع الانتصار على نفسه، ويخدم الناس.

المعصومون كالرسل والأنبياء والأوصياء، سيرتهم معروفة وخدمتهم جلية وتطبيقاتهم واضحة، وهم الأثبت أخلاقيا، والأبعد عن حب الذات، والأقرب الى مصلحة المجتمع، هذا لا يختلف علية كل ذي لب، ولكن ماذا عن غيرهم من البشر؟

هنا في العراق مثلا الأكثرية تدعي انتمائها للمعصومين أو ولاءها لهم، والأقلية تدعي احترامها وتبجيلها لخدماتهم الإنسانية، وتكاد تكون معارضتهم لا تذكر، إذن فطريقهم الأصح وسياستهم الأنصع بياضا والأنصح أخلاقيا.

إن فترة حكم البعث والديكتاتورية، كانت الأكثر ترويعا للفكر المخالف، والأكثر قمعا، ومع ذلك تدعي الولاء للمعصومين في أحيان، وتدعي احترامهم في فترات أخرى، ولا تقبل الاختلاف معهم، طبعا بالكلام لا بالسلوك.

المعتاد أن يُأخذ بكلام المسؤول قبل فعله، فذاك متوارث اجتماعيا، اسمه "فوبيا الحاكم"، ورثناه من القرون السابقة أيام الأمويين والعباسيين والتتار والمغول والعثمانيين، ومن تلاهم بالظلم والاضطهاد مرورا بالديكتاتورية البغيضة، ووصولا إلى ديمقراطيتنا المنفلته التي يتحكم بها حاكم واحد، والذي لازال يسرق رغيفنا ويتصدق علينا بثلمه منه، ثم يعضنا وعلينا تصديقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك