المقالات

المرجعية والقضاء العراقي / عمار الجادر‎

1846 17:19:56 2015-02-10

عمار الجادر

التصدي للقضاء, ليس مهنة كسائر المهن, فعلى من يتصدى لهذا المنصب, أن يكون عادلا مع نفسه, لذا نجد حتى في دول الغرب, إن القاضي يجب أن يكون على رقي خلقي.

من المنظور الإسلامي, كون العراق, أحد البلدان التي تعتمد الدين الإسلامي دينا للدولة, يجب أن يكون القضاء, مثالا لدول العالم, ويجب أن يكون نهج القضاء أقرب لنهج علي ( عليه السلام ), منه إلى نهج أعداء الإسلام الصادق, كشريح الفاضي, ومن تبوء هذا المنصب دون عدل.

لا زال القضاء, هو نفسه القضاء الفاسد في عهد الطاغية صدام, نفسه بعقوبة قطع الأذن الوحشية, قد جلس اليوم ليحكم بقطع سبيل العدل, وهذا يدل على عزوف الحاكم, عن تغيير القضاء الفاسد, ليكون طوعا لما تشتهي نفسه, ويكون اليد الضاربة لمعارضيه, لعلمه بأن أمثال مدحت المحمود ليسوا بعدل موجود.

هناك حكومة سماوية, أوجدتها حكمة الخالق, لتكون المرشد للخير في العراق, فكما خلصت العراق من توسع داعش, هي اليوم تطالب بتعديل سبل القضاء, وهذه الحكومة ألتمس العالم بأسره مدى حكمتها و عدلها, فهي تطالب بالنضر بقانون المحكمة الاتحادية, كما طالبت بتغيير المفسدين.

رواية عن عدل علي ( عليه السلام ): ((ادعى رجلٌ على علي ( عليه السلام ) في عهد عمر أبن الخطاب وعلي ( عليه السلام )جالس، فالتفت عمر إليه، وقال: يا أبا الحسن، قم فاجلس مع خصمك، فتناظرا، وانصرف الرجل، ورجع علي ( عليه السلام ) إلى مجلسه، فتبين لعمر التغير في وجه علي ( عليه السلام )، فقال: يا أبا الحسن، ما لي أراك متغيراً، أكرهت ما كان؟ قال: نعم. قال: وما ذاك؟ قال: كنيتني بحضرة خصمي.((

القضاء اليوم في العراق, لم يقف عند المكنى فقط, بل تطور إلى أملأ حجري ذهبا أصنع لك ما شئت, فعندما كان مدحت المحمود قاضيا في عهد الطاغي صدام, كان يشرع قانون قطع أذن الهارب من الجيش في أيام السلم, لينال الدرجة الرفيعة, و السيارة الفاخرة, هو اليوم أداة طيعة لفساد القانون.

خرق للقانون, من رجال تعلموا القانون لمنفعتهم, فكما قطعوا آذان الضعفاء لمكسبهم, هم اليوم يقطعون دستور العراق لينالوا رضا صاحب النفوذ, فكان قانون المسائلة و العدالة, سيف بيد من يجب أن يقام عليه الحد, أستعمله المحمود لإقصاء أعداء صاحب الفخامة, ويتربعوا على عرش القضاء الفاسد.

مرجعية النجف الأشرف, تدرك خطر هذا الانحدار بمستوى القضاء, كما أدرك علي ( عليه السلام) خطر الكنية, وما يسفر عنها من تداعيات خطرة على مستوى البلد, فحينما يكون القاضي فاسد, تكون مفاصل الحكم جميعها فاسدة, لذا لا يكون هناك آمان للضعيف, و أداة لجبروت الطاغي.

ليس للمحمود مكانا محمود لدى المرجعية, فهي تدرك خطر هذا الرجل, فكما صدقت برؤيتها لصد داعش, هي تطالبنا بتغيير هذا القاضي الذي لا يقل خطرا عن خطر داعش, وتطالب بإقرار قانون المحكمة الاتحادية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك