المقالات

من سيسمع الصوت المعتدل وسط الصراخ؟

1286 17:51:38 2015-02-08

يعتقد مفكرو الإسلام, أن الأديان أنزلت لإصلاح حال البشر, وتنظيم علاقتهم مع خالقهم عز وجل, ولمنح النفس البشرية الطمأنينة والسكينة, التي يحتاجها, وتتيح له التواصل مع الأخرين بشكل سوي.
يرى أخرون ومن منظور مختلف, أن الأديان أنزلت بشكل تتابعي لتكمل بعضها الأخر, بشكل مرتبط بتطور العقل البشري دون أن ينسخ بعضها الأخر أو ينفيه, وان الإسلام والقرآن, وكما يعبر عنهما , بأنهما الطبعة الأخيرة من الأديان السماوية وكتبها, بهما ختم الباري رسالاته, على يد نبيه الأكرم محمد, عليه وعلى اله افضل الصلوات. 
بعد كل هذا التقديم نسأل.. هل الأديان بحاجة إلى حوار, وهل من ضرورة لهذه المؤتمرات؟
الأديان لها اتباع, يتعقدون بها ويؤمنون بمبادئها, وكل واحد من هؤلاء يتبع فكرا أو طريقة خاصة به, في فهم دينه وتفسيره لتعاليمه, وما تدعوا اليه من قيم أو مُثل.. بعظهم وفق لفهم تعاليم الدين بشكل صحيح, فيما البعض الأخر فهمه بشكل مغلوط تمام, بل وراح يتبع أساليبا متطرفة في تطبيق هذا الفهم المغلوط أصلا.
هذا الاختلاف في الفهم, وكيفية التعامل معه, انتج صراعات فكرية واجتماعية وإنسانية.. بعض هذه الصراعات, انحصر بين دفات الكتب وفي الإعلام, فيما بعضها الأخر راح ضحيتها الألاف, رغم أن كل تلك الأديان تركز على أن الإنسان قيمة عليا ومقدسة.
هذه الصراعات دفعت بالعقلاء من مختلف اتباع الأديان, لمحاولة إيجاد قنوات حوار وتفاهم بين اتباع تلك الأديان, وخلق صيغة تعايش وتقبل للأخر, مع قبول وجود الاختلاف, ضمن الحدود والأطر الإنسانية العامة لهذه الأديان.
ديننا الإسلامي, وفي معظم فرقه, سمح يتقبل الأخر , يحفظ له حقوقه, بشكل متوازن مع ما يقابله به من واجبات.. إلا بعض الفرق الضالة المنحرفة, التي حاولت فهم الإسلام وتفسيره, عبر عقليات منحرفة, واتباع أراء شاذة وخاطئة.
توجد جهات كثيرة محلية أو دولية, تعتاش على هذا الصراعات وتنتفع منه, وخصوصا ذات الطابع الديني, ويهمها ان يبقى الصراع مستمرا, وهناك كثير من الاتباع, سذج بشكل كافي, لان يندفعوا داخل هذا الصراع الوهمي, وقادة انتهازيون يركبون اي موجة تفيد مصالحهم, أو يغازلون عواطف جمهورهم, ودعاوى الدفاع عن الدين.. فكيف ستكون النتائج؟.
هذه المؤتمرات التي تجمع, اتباع الأديان وقادتهم السياسيين.. ليست للأديان, فتلك الأديان يكمل بعضها بعضا.. لكن الاتباع شيء أخر.
العقلاء دوما, من يبادر, رغم انهم لا يستفيدون شيئا من مبادراتهم, بل ربما يخسرون, لكن هذا دورهم.. فهم عقلاء الأمة.
هل سيسمع صوتهم الهادئ وسط كل هذا الضجيج؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك