المقالات

وئام الأديان أم وئام الإنسان؟

1508 01:20:39 2015-02-06

جميع الأديان السماوية، نزلت من قبل الباري عز وجل، وإن كانت تختلف في بعض تشريعاتها، بيد أنها تبقى متوافقة مع الهدف الذي شرعت لأجله، في إنسجامها مع الفطرة الإنسانية، فالنظرية الإلهية تامة الغرض، سواء من حيث النظرة الكونية الشاملة التي تتبناها، أو من خلال أيديولوجيتها المنبعثة من ذاتها، والمفتقرة للتشريع.

إذن فالخلل في الممارسة، وليس في النظرية، لذا تباينت الأديان وفق تباين التطبيق، فالنظرية الإلهية، محكومة بمجموعة من السنن، لا تبديل فيها، ومن هنا يتبين لنا أس المشكلة، في الإختلاف الدائر بين أبناء الأديان السماوية؛ الا وهو الإنسان ذاته، ويتضح أن الوئام ينبغي أن يكون بين الإنسان، لا بين الأديان!

لذلك يتحتم على جميع الأطراف، نبذ التطرف، وعدم القاء التهم على بعضهم البعض، وينبغي إعتبار الإرهاب طرفاً ثالثاً، وطرف عدو، عندها فقط نكون قد سرنا نحو الأمام، بإتجاه تحقيق الوئام، وذلك الوئام بحاجة الى وعي الذات، حيث تنبذ كافة النعرات القومية والطائفية والعنصرية، وإخراج الخلاف عن محيط دائرة المصالح الضيقة.

حينما ينكفيء القدر، نتضرر جميعاً بلا إستثناء، وإذا ما ضاع الوطن، لن ينجو أحد من مكوناته، وكما يقال: على الباغي تدور الدوائر، فالإرهاب لا يميز بين الأبيض والأسود، ناهيك عن الرمادي، ولا بين المسيحي والمسلم، ولا بين القومي والإسلامي، بل إنه يستهدف كل ما هو عراقي، وكل ما هو حي! 
جميلٌ أن يقام مؤتمر لحوار الأديان، يجمع أبناء الوطن الواحد، ويحضره قيادات البلد، السياسيين منهم والدينيين على حد سواء، والأجمل من ذلك؛ ما يتمخض عن المؤتمر على أرض الواقع، من الحث على تآلف القيادات الدينية والسياسية، بشتى أهوائهم وأنتمائاتهم، ويتبعه بتوحد أبناء الوطن، على كلمة سواء بينهم، تحت خيمة الوطن.

بالرغم من عدم وجود ورشة عمل لذلك المؤتمر، الذي انعقد برعاية السيد عمار الحكيم، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، ولم تصدر عن المؤتمر أي مقررات، لكنه يبقى نقطة شروع وبارقة أمل، نحو وحدة حقيقية، لإستعادة المعاني السامية للوطنية، والتي سوفتها الخلافات الناشئة عن الصراعات السياسية، طوال العقود المنصرمة، من تأريخ العراق الحديث.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك