شخصية مثل السيد عادل عبد المهدي, بتلك العقلية الإقتصادية, الخبيرة الواعية, والثقل السياسي الكبير, الممتد لإكثر من 50 عاماً, سيكون قادراً حتماً, على إخراج البلاد, من محنتها المالية, فهو يعي تماماً مدى الصعوبات, التي سوف تواجهه, غير أنه يمتلك العديد من الحلول و الأفكار و الخيارات, التي من شأنها إنعاش الواقع الإقتصادي. لم يبخل السيد عبد المهدي, (وهو خارج الحكومة), بتقديم النصائح والمقترحات والإرشادات, غير أنه لم يجد أذناً صاغية, فالقوم كانوا (صُمٌ بُكمٌ عُميٌ, فهم لا يِعقلون).
دعا منذ سنوات لتحويل ملكية النفط إلى الشعب, وتوزيع موارده عليه وفق آليات وضوابط, وتوقع أن يكون دخل الفرد السنوي 12000 دولار, إذا ما أقتربت الصادرات النفطية, من الــ6 مليون برميل يومياً. ناشد الحكومة عام 2011 , بإحداث توازن ما بين الإقتصاد الأهلي, والحكومي, ليسيرا جنباً إلى جنب, الأمر الذي سيُعيد أموالنا علينا, على شكل منتجات, وضرائب وعمّالة.
أثناء مناقشة موازنة 2014 , أقترح تشريع قانون الضمان الإجتماعي للعمال, علاوة على الموظفين, في القطاع العام, وتقوية القطاعات الأخرى (غير النفطية), كالصناعة والزراعة والسياحة, بشكل علمي مدروس. طالب عام 2004 , في الشروع ببناء ميناء الفاو الكبير, قبل أن تفكر الكويت بإنشاء ميناء مبارك, وذلك يعني فكراً إقتصادياً, إستشرافياً, غير أن المشروع وأد في مكانه, بحجة أن بناءه, سيستغرق حوالي 5 سنوات أي أنه سيفتتح عام 2009 !!.
في ذات السنة إستطاع , إطفاء أكثر من 80% من ديون العراق, بجهوده, وعلاقته الدولية, كذلك حنكته وحجته البالغة, ويذكر عبد المهدي عن ذلك: قبل إلقاء كلمتي أمام (أساطين المال), لـ نادي باريس, حاولتُ كسر الجمود, فرويتُ لهم الظريفة التالية, (استيقظت الزوجة ليلاً فوجدت زوجها في أرق شديد, سألته عن السبب.. فقال لها ألا تعلمين أن علينا ديناً يجب أن ندفعه غداً لجارنا, ونحن لا نملك المال.. قامت الزوجة إلى النافذة ونادت جارهم, قالت له يا حاج تطلبوننا ديناً, ولا نستطيع تسديده غداً, وأغلقت النافذة, لتعود لزوجها قائلة.. الآن نام فجارنا هو من سيصاب بالأرق), وهذا يعني أن السيد عبد المهدي وضع مفاوضيه في زاوية حرجة, العراق مٌحطم مفلس, فأما ديون معدومة لا نستطيع دفعها, أو إستثمارات مجزية, ونافعة للطرفين, الدائن والمديون, وفعلاً تم الإتفاق التاريخي.
تاريخ السيد عبد المهدي, وتجربته الطويلة, ومهنيته العالية, وصدقيته مع شعبه, كذلك المؤشرات والمعطيات, التي وضحت منذُ تسلمه وزارة النفط, جميعها تدل على أننا مقبلون على حلول فريدة وناجعة, لمجمل مشاكل الإقتصاد العراقي, فأستمعوا للرجل, ودعوا العطّار يُصلح ما أفسده الصبيان.
https://telegram.me/buratha