المقالات

أقل من الفيدرالية وبعيد عن المركزية!/ قاسم العجرش

1556 08:57:40 2015-01-30

قاسم العجرش

الوجه الحقيقي للفيدرالية أو الإتحادية، وقبلها اللامركزية، أنها مسميات لها جامع واحد، فهي منهج حكم مضاد لمركزية الحكم!

ما هو ضد الشيء؛ يعني أنه مخالف له ولأطروحته، بمعنى آخر: أن الخيارين لا يلتقيان أبدا، فأما الحكم المركزي، أو الفيدرالي، وليس بينهما بين!

المشكلة في العراق الجديد، أنه وجد نفسه ممزقا بين الخيارين، فالحكم المركزي نظام ترغب به الإدارات، لأنه يشعرها  والعاملين فيها، أنهم اقوى من الإدارات الفرعية، وأن أبناء المحافظات ومسؤوليها، "أتباع" للمؤسسات المركزية، وأن الموظف في مؤسسات المركز، أعلى مرتبة من العاملين في الفروع!

هذا الشعور؛ نتاج لعقلية الإستحواذ والهيمنة والأبوية، التي طبعت الإدارات المركزية!

الحكم المركزي مطلوب في البدايات الأولى للدولة، وهو علاج لمشكلات البناء والتمويل، وضبط الحدود وإنشاء الإدارات، وتوفير الجهد البشري، سيما في حالات عدم توفر الكفاءات والنخب، القادرة على إدارة الأطراف، ولأن سنة التطور؛ تحتاج الي ذلك النوع من الحكم.

الحقيقة أننا جربنا الحكم المركزي، قرابة قرن من الزمان، بالقبضة المركزية الشديدة، لكن وبرغم تعودنا وتدبغ جلودنا على سياطه! فإننا أكتشفنا ـ متأخرين ـ أنه نظام ظالم كل الظلم، وان العدالة فيه شبه مفقودة، وأنه نتاج لعقلية القوي يأكل فيها الضعيف، ولذلك تمكنت فئات سكانية، من أن تهيمن على مقدرات وقرارفئات أخرى، وتستحوذ على ثرواتهم أيضا!

وحينما حانت ساعة التغيير، فإن الفئات المستحوذة، وجدت أنها ستخسر الإستحواذ ومردواته، ولذلك فإنها تقاوم التغيير بقوة، ومن بين وسائلها القوة. مثلما هو حاصل الآن!

بالمقابل فإن الفيدرالية تغدو خيارا لا بد منه، في علاج كثير من الأسقام، فهو دواء إداري ناجع في حالة إتساع الدولة وترامي أطرافها، كما انه أداة ثقافية في حالة  التباين الثقافي، لكنها لها نتائجها التي يجب معرفتها إبتداءا، وفي مقدمتها أنها توطئة لبناء دول جديدة!

 بين حالة الحكم المركزي الثقيل، والفيدرالية التي يخشاها كثير منا، ثمة مرحلتين يمكن السير بهما ردحا من الزمن، ريثما تتشكل صور أخرى للإدارة، ربما ليس بمقدورنا أن نفكر بها راهنا.

 المرحلة الأولى هي مرحلة الحكم المحلي، بصلاحيات تنفيذية ومالية وإدارية، تمكن أبناء الأطراف من تسيير أمورهم، دون الحاجة الى المركز إلا بالمشاريع والتصرفات، التي تهم عموم سكان البلاد، ودون أن تكون لديهم القدرة على التشريع، لكن لهم إمكانية وضع "أنظمة" محلية، تختص بما يلائمهم، ومعلوم أن ثمة فرق كبير بين التشريعات وبين الأنظمة والتعليمات، التي لا تكتسب قوة التشريع، وهي ملزمة لبقية السكان في حيزها المكاني.

المرحلة الثانية هي مرحلة الحكم اللامركزي، هذه هي التي يجب أن نسير على وفقها، لأنها ستخلصنا من الأغطية الثقيلة، وتعطي الأطراف سلطات واسعة، لكنها تحافظ على وحدة البلد وسيادته، وتشعر إبناء الأطراف بأن قرارهم بيدهم، وأن بإمكانهم تسيير أمورهم بنفسهم، شريطة أن يكون لهم نصيب"مهم" في مواردهم، لا أن يركضون والعشاء خباز!

كلام قبل السلام: يعني؛ أقل من الفيدرالية  وأكثر من الحكم المحلي، وبعيدة بمسافة كبيرة عن الحكم المركزي..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك