عبدالله الجيزاني
العراق بعد التغيير، ورث مشاكل جمه، هناك الخراب والدمار، الذي حل بكافة البنى التحتية، كذا الديون الخارجية والعلاقات على المستوى الإقليمي والدولي، فضلا عن تعطل كل مؤسسات الدولة بعد التغيير، اضيف لكل هذا الخراب خراب سببه المحتل، يضاف لكل هذا هواجس المكونات العراقية المختلفة.
الشيعة يبحثون عن تعويض مظلومية ثمانين عام، من التهميش والتغييب عن الدولة والحكم، الكورد كانوا مندفعين هم الأخرين تحت نفس العنوان، وتحقيق أحلام طالما راودتهم، وهي أيجاد كيانهم المستقل أو على الأقل الإستحواذ على كركوك، المدينة النفطية التي تحوي الطيف العراقي بأجمعه تقريبا، أما السنة كان يراودهم الخوف من الثأر، وألقاء جرائم النظام البائد على كاهلهم، إضافة لفقدانهم حكم، طالما اعتبروه حق لهم ليس لأحد منافستهم عليه، حسب المعادلة الظالمة التي وضعتها بريطانيا.
هذه الظروف كان يراد من المعارضة العراقية، للبعث الصدامي أن تبني دولة، مما تطلب تدخل المرجعية العليا في بعض المراحل، لأهميتها كالمطالبة بالانتخابات، ، وكان دور السيد عبدالعزيز الحكيم هو الدور المحوري، في تنفيذ مطالب وتوجيهات المرجعية، وقاد العملية بنجاح كبير، ليترجم أغلب هذه التوجيهات الى واقع، وتمكن أن يقود مفاوضات طويلة وصعبة لإخراج العراق من طائلة البند السابع، وإسقاط الديون على العراق، وأيضا طرح حلول لمشاكل مستقبلية، لكن مراهقي السياسية وتجارها، افشلوا هذه الحلول، كأقليم وسط وجنوب العراق، الذي أثبتت الأحداث خطأ من عارض هذا المشروع، مما دفع نفس معارضيه اليوم إلى الدعوة لأقامته.
اليوم حيث تصدى تيار شهيد المحراب لعملية التغيير، تلبيه لدعوة المرجعية، بعد أن وصلت الأمور إلى حافة الهاوية، بسبب تراكم الأخطاء، التي أرتكبتها الحكومة السابقة، وإصرارها على هذه الأخطاء، مما ضاعف الفساد الإداري والمالي، فضلا عن الفشل الذريع بالملف الامني.
حيث رفضت تلك الحكومة، الكثير من المبادرات والحلول التي طرحتها قيادة المجلس الاعلى، لمعالجة حالات الإحتقان والأزمات المتكررة، بين الكتل السياسية والتي أنعكست على الشارع العراقي، وساهمت مقبولية قيادة تيار شهيد المحراب داخليا وأقليميا، على ظهور مؤشرات واضحة على نجاح حكومة التغيير، حيث بدأت ملامح النجاح في ملفات عديدة، أبرزها الملف الأمني وملف العلاقات الإقليمية والدولية، ومكافحة الفساد الذي سيتعزز بقوة، عند تغيير بعض رموز الفساد في دوائر ومؤسسات الدولة المختلفة، كالهيئات المستقلة والدرجات الخاصة.
كل هذا يؤكد أن إمتلاك تيار شهيد المحراب، للرؤية والإستراتيجية حقق كل هذه النتائج، ولو أتبعت الحكومة السابقة برامج وخطط هذا التيار، وتفاعلت مع دعوات ومبادرات قيادته، لتجنبت الكثير من المنزلقات الخطيرة التي ادخلت البلد فيها، ولوفرت كثير من الوقت والمال، لعملية البناء التي كانت معطلة طيلة فترة ولايتها، التى أستمرت لثمان سنوات، كان البلد خلالها يخرج من أزمة، ليدخل في أخرى، لغرض التغطية على الفشل في كل المجالات، وعدم تمكن تلك الحكومة السير ولو خطوة بأتجاه الإعمار والبناء..
https://telegram.me/buratha