سلام العامري
هكذا فَجأةً تُغّيِّرُ أَمريكا والدول المُتحالفة معها سياستها! لتُنهيَ علاقتها بأبنائِها!؟ تبدأُ بحاكم العراق ألمدلل صدام, مروراً بالقذافي فمبارك وصالح, ثم تحارب تنظيمات ألقاعدة, ألتي أخذت إسمها من إتفاق تم في قاعدة أمريكية, كما هو معروف لدى للجميع.
لا بُدَّ من وجود سببٍ, يكونُ معقولاً واقعياً, وإلا فليس من ألممكن, أن يكون هذا العالم بأسره, عبارة عن أدوات تعمل بعشوائية. تنظيم القاعدة تم بناؤه على مفاهيم ألحركة الوهابية, بما سمي في حينه" حركات الإصلاح ألديني" شعارُ حق يرادُ به باطل, حيث إعتمد هذا ألفكر, على تكفير المعارض من الأمة الإسلامية.
بعد زرع ذلك الفكر بين أهالي نجد, ألمعروفة بطبيعتها ألقبلية, تم التنسيق بين آل سعود وزعماء فكر التكفير, لشن الحرب على إمارات نجد المتعددة, حتى تمت السيطرة بعد أكثرمن أربعين عاماً, فمنذ 1744- 1786, ثم إكتسح ألتحالف الوهابي مع آل سعود, مناطق ألأحساء والبحرين وإحتلوا الخليج كافة عام 1806, سبقها غزوهم لكربلاء ألمقدسة عام 1801, فقتلوا ألنساء والأطفال مع تهديمهم للمراقد فيها. بعد ألحرب العالمية ألأولى, تم تنصيب عبد العزيز سلطاناً على نجد, وإعطائه المبالغ ألتي تؤهله للوقوف ضد العثمانيين, تم طرد آل شريف عام 1924 من مكة, وسيطروا على قبيلة شمر ما بين ألجزيرة العربية وصولاً للكويت, سبقتها معاهدة بيرسي كوكس في 1915 مع الحكومة الإنكليزية.
هذه السيرة ألمختصرة للعلاقة ألوطيدة, بين آل سعود والإستعمار البريطاني, وما تبعها من تنصيبٍ لبعض ألملوك والحكام, بمعاهدات موثقة, تنقلب رأساً على عقب منذ عدة سنين, فَتَسقُطُ عُروشاً عجز الأحرار من إسقاطها! ثم تبدأ حرب على أبناء الفكر الوهابي!
فهل هو تمردُ الأحفادِ على الآباء, وردة فعل طبيعية للتأديب؟ أم أنه تخطيط جديد لإعادة هيبة القوى العظمى, تحت ستار الحفاظ على القيم والأخلاق؟
مع علمنا أليقين كشعوب, أن ألعصا الغليظة, ألتي تحكم العالم, لا وجود للقيم ألرفيعة في نهجها, والأصل بالتعامل مع الظروف ومتغيراتها, تبعاً للمصالح الإقتصادية لمن يمسكون العصا.
حقاً أن لكل شيءٍ سبَباً, فلا يمكن أن يحدث إعمارٌ ولا دمار, إلا بدراسة مسبقة, لكن قد يحدث خروج ألقطار عن السكة, ليوجب على ألقائمين بتصحيح مساره, ليس حُباً بالركاب, بل ليُدِيموا الإستفادة من خط السير.
https://telegram.me/buratha