المقالات

التحالف الوطني والوقفة المسؤولة/ واثق الجابري

1564 11:13:05 2015-01-28

واثق الجابري

رفعت معظم القوى السياسية شعار التغيير في حملاتها الإنتخابية؛ تماشياً مع رغبات جماهير، تهفو لإنتاج طبقة سياسية تمارس دورها الفكري والإجتماعي؛ لتحسين الخدمات ومعدل دخل الفرد؛ الذي صار هبوطه أكثر من صعوده، وكذلك تكريس الأعمال لحكومة تعبر عن مصالح الدولة؛ بساسة يقاتلون على بناء مرتكزات وحدة البلاد.

التغيير هو تبديل للنمط الفكري، وإكتشاف نقاط الخلل والإختلاف، وتنحية طبقة سياسية جاثمة، تمارس التصعيد لإستدرار دموع المواطن وهي تتلاعب بعواطفه؟!

يعتقد بعض الساسة إنهم مختارون من السماء، وهم من أخرجنا من الظلمات الى النور، وبدونهم يموت العراقيون جوعاً وذبحاً بسكاكين الإرهاب، ولهم الفضل في إستنشاق هواء الوطن، والفقر والحرمان وجرائم الإرهاب والفساد، أفضل من المقابر الجماعية في العقود الماضية، ومن يخالف توجهاتهم متآمر داعشي؟! وكل ناصح هو من أخوة يوسف؟!

تعبر التحركات الذهنية السياسية خلال السنوات المنصرمة، عن تصاعد وتيرة التعنت السلطوي، وتسابق الى مسك قبضة السلطة، والإبتعاد عن سياقات الديموقراطية ونظريات العقد الإجتماعي، التي تنسجم مع تطلعات الجماهير، وبروز ظاهرة حلول لا تحقق مصالح الشعب؟!

أرتكزت هذه التحركات على سياسة المحاور وتقسيم أدوار تقاذف الإتهامات، بعيد عن أيدلوجيات حزبية وشعارات قوائم إنتخابية، يحوكها من إستحوذ على القرار و من كان أطولهم لساناً وأكثرهم صلافة، ولم تتوقف عجلة الإستعداء على بقية القوائم، بل صارت أشبة بالحشرات المريضة التي تأكل نفسها، وعادت لنفث السموم في التحالف الوطني؟!

نشأة الأحزاب ومفهوم قبولها للعقد الإجتماعي، على أساس أنها تنطلق من قواعد الجماهير، التي تبلوها لمطالب وأهداف تسعى لتحقيقها، ويحصل التقارب فيما بينها لتقارب الأهداف والجماهير، وللتحالف الوطني قاعدة إنطلاق واحدة وهمْ مشترك، تُعد من الواجبات المسلمة، التي تناط بالقوى السياسية تحقيها من خلال وجودها بالسلطة، ولم تطلب الجماهير أكثر من حقوق بسيطة؛ كالخدمات وتساوي الفرص والضمان الإجتماعي وحماية الأرواح، وإيجاد مسكن يليق بالإنسان في بلد نفطي وزراعي وافر الخيرات.

ينتظر من التغيير، تبديل وجوه كالحة، إمتدت جذورها في أحشاء الجسد العراقي، وسرت كالمرض الخبيث في كل مكان له وكالة تدافع عنه.

التغيير المأمول كان يقصد منه؛ إستئصال قوى تجردت عن ثوبها المتمثل بالتحالف الوطني، وبناءه بشكل مؤسسي بقيادة مقبولة بين أطراف التحالف، ثم التأثير على القوى الآخرى داخلياً وأقليمياً، وتكوين فريق منسجم متكامل الأدوار مع الحكومة، بين الإصلاح والإرشاد والتقويم، فقد طال إنتظار تحقيق مطالب لا تُعد سوى واجب مسؤول، تجاه مواطن كان يأمل من التغييرإقتلاع الحلقات الفاسدة التي ما تزال تقود المؤوسسة، وبقاءها يعني مزيد من الإستنزاف لثروة العراق وشبابه؟! والمطلوب وقفة مسؤولة، لأن الدولة نخرها الفساد وقتلها الإرهاب، والتحالف الوطني يشكل جزءها الأكبر؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك