قيس النجم
رسائل عديدة وصلت للشيخ الجليل بن بطوطة, في رحلاته العملاقة في أرض العرب, وأسئلة كثيرة منها, هل رأيت في يوم من أيامكم ساحة للتزلج الطيني في الهواء الطلق, وتحت أمطار الثلوج التي تداعب الأطفال, وكأنهم في مدينة ألعاب سويدية, وقت الشتاء القارس؟!, فأنتم أصحاب القلم وما تسطرون, من مشاهدات وحكايات, أصبحتم اليوم مدرسة, ومنكم تعلمنا وصف الأشياء, في عراق ما بعد سقوط الصنم, وقد أيقنا أن الرب ليس بغافل عما يعمل الظالمون!.
إنطلق تيار إسلامي معتدل, آثر مصلحة البلاد على نفسه, في أحرج الظروف, بين الأسنة والحراب, والعدى والردى, فأختار توفير الرغيف على السيف, مخيف لسانه لأنه الحق, وصوته الصدق.
تيار يبحث عن الحقيقة, لا تنطلي عليه المعلومات الكاذبة, والوقائع المزورة, والأمور الملفقة, والأساليب المظللة, شديد الإنتباه, واسع البال, شاهد ناطق, فنونه مشهودة وكلماته منشودة, ولم يتذرع بالأقاويل الباطلة, وبعقائد ظالمة في خضم الصراع, كان دائماً بيضة القبان, وشعاره واضح وفعال, لكونه خادماً للوطن والمواطن.
تيار شهيد المحراب لم يكن تياراً عفوياً طارئاً, بل هو الولادة الضرورية في ساعات الظلم والألم والفساد, فكانت نهضته محنكة ولدت من ضمير الحرمان, وثبت جذور الحرية ومقارعة الطغيان, في قلوب المؤمنين, ليكون إنشودة الأحرار في كل زمان ومكان.
لاشك أن هناك مفاهيم كثيرة إختلت في عصور الدكتاتوريات, وتلافياً للإحراج والملابسات, فأننا نؤكد أن التفاهمات السياسية والتوازن في القيادات, وفق الضوابط والأخلاق الرصينة, تجعلنا نمارس حقنا في الدفاع عن مشروعنا الأصيل, الذي يمثل فيه المواطن, وإنتصار إرادته القيمة العليا, لمنهجنا المبني على العدالة والمساواة والحرية والإزدهار والإعتدال, فلم لا نترأس التحالف الوطني؟, ونحن من ألتزمنا بخط المرجعية الرشيدة, وقدمنا برنامجاً مدروساً متقناً!.
بن بطوطة يذكر دائماً الآية الكريمة, "وقل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون", إيماناً منه بان البلاد ورقيها الديني والحضاري, لا يكون إلا برقي أمينها وقائدها, خصوصاً مع وجود الحواجز والموانع, التي تجعل السياسة فناً مستحيلاً, في العراق, والصورة واضحة أمامنا, نحن بحاجة الى فكر إيماني معتدل يستوعب جميع الأطياف.
آن الآوان للأقلام الصادقة أن تضع نفسها على الطريق الصحيح, وتجبر المواطن على قراءة المشهد السياسي, بصدق كلماتها وعبق أحرفها, لا أن تجعله ككبش فداء, لترهاتها وتفاهاتها بما يكتبون!.
ليس لي كل ما ورد في هذه المقالة, فالصحافة أمانة, فهي رسالة من الأخ الكبير بن بطوطة, عندما زارني في منامي, وقال لي بالحرف الواحد, طامة كبرى أن نجرب المجرب مرة أخرى!, وهذا يخدم بالمحصلة النهائية مَن يريد بكم شراً وذلاً, فأي حزب قادر على أن يعطيك كل ما تحتاجه بتفرده ودكتاتوريته, فهو بالتاكيد قادر على أن يأخذ منك كل شيء, بالسلب والنهب.
https://telegram.me/buratha