أهرب بعقلك يا بهلول قد أفلت
تلك العقول وما في الدهر مقياس
فما برشد عند هارون ولكن
جن بالبهرج الخداع أرجاس
أجتمع عند هارون بني العباس, بعض تجار الدماء, الذين كانوا يحتكرون الطعام, ليبيعوه بثمن أغلى, ويكسبون ذمم الجياع, وكان البهلول ( رضوانه تعالى عليه ), قد أغوى الفلاحين بمبالغ أكثر, ليمسكوا الطعام عن التجار, فيبيعه بثمن قليل في أوقات الحاجة, وشكوا ذلك لهارون, قائلين: أبعد هذا المجنون عنا! فأجابهم: هل أزعجكم عقله؟!
ضجة كبرى حصلت, وعزف على أوتار القومية, وبين هذه وتلك, مجانين يرقصون على الصخب, وآخرين يرقصون لأنهم خسروا تجارتهم.
عواصف دكت قلاع الفساد, بمشيئة خالق الكون, واهم ومجنون من يقرع الطبول, لكي تهدأ روح الشر كما يدعي, ألا أن روح الشر قد سكنت أجسادكم, وما عادت طبولكم تنفع شيئا, يتبعها الساذج, بعد أن حصحص الحق, و التهمت عصا موسى سحرهم وما يأفكون.
لم يكن أتفاق أربيل لتصدير النفط, ألا ضربة عاصفة, ليفضح بها الدكتور عادل عبد المهدي, طبول الزيف التي كانت تقرع بوجه الإصلاح, من قبل معبد المالكي وكهنته, ليبين أنهم كانوا يقرعونها, لا لدرء السوء عن شعبهم, ولكن ليبقى معبدهم يزار, ويوهمون السذج بأنهم حماة الدار.
أذهلنا تصريح الأديب, حول الاتفاقية المبرمة مع كوردستان العراق, فيما يخص تصدير النفط, ليوجد تساؤلات محيرة لدى العقول, لماذا هذا الإصرار على نقض الاتفاقية؟ وما شأن الأديب بها؟ وهل حقا أصبح لدى مزور الشهادات ذاك الحس الوطني لكي يهتم لشأن البلد؟!
بعد ظهور الوثائق الأخيرة, لمخاطبات سرية بين حكومة المالكي, وحكومة كوردستان, أتضح الرشد من الغي, وبانت أصوات النعيق, التي تبين أنها تنعق لخطر أحدق بها, ومصالح لمزور الشهادات قد تلاشت, فلا عجب من أصوات نشاز تعالت, لما أنزل بهم من بهلول الحكيم.
اتفاقية النفط الأخيرة, قد حطمت بنود الخفاء, والتي ما برمت بمنأى عن الشارع إلا لأنها شائبة لا تغتفر, كما فعلها أبطال دولة القانون سابقا في أربيل, عندما تشبث المتشبث في حكمه الأخرق, والتي لا نعلم بنودها إلى اليوم, ولو ألتزم بها لكان أرحم, ولكن الجبان دائما ما ينقض اتفاقه, لأنه لا يقوى ليكون صاحب قرار.
هل للأديب من أدب يذكر؟ كي يلملم أوراق فساده في وزارة التعليم العالي, و يعترف أمام الشعب عن مصدر شهادته, ويخرج من خلف جدار التصاريح القومية, التي أرهقنا كثيرا بها حكم الطاغية ومن سار على نهجه, هل لديه الشجاعة ليبين لنا ما هي تلك الوثائق التي صدرت مؤخرا؟
هل أزعجكم عقله؟! كيف لا وقد نزع جميع أوتار عزفكم الأهوج؟! وجرد عنكم قناع العشق الوطني الكاذب, ليثبت بالدليل القاطع, أنكم لستم سوى قادة صدفة, قد شاءت سخرية القدر, أن تضعكم في أماكن لم تكن في أحلامكم, وكان أفضلكم يحلم أن يكون مدير مدرسة, لا أن يكون وزيرا أو رئيس وزراء.
https://telegram.me/buratha