عاد الصراع ليطفو على السطح من جديد هذه الأيام بين الإخوة الأعداء في مجلس محافظة ذي قار ، بين تحالف أبناء ذي قار المستولين على السلطة ، وبين تحالف مستقبل ذي قار الذي تشكل أخيراً عدد أعضاءه 16 عضوا من مجموع أعضاء مجلس المحافظة البالغ عددهم 31 عضوا . والصراع هذه المرة فجره انضمام عضوين من دولة القانون إلى تحالف مستقبل ذي قار لتغيير الحكومة المحلية في المحافظة . فما هو رأيك في هذا الصراع وأسبابه الحقيقية ، وهل هو صراع من أجل الكرسي أم أجل تقديم الخدمة لأبناء المحافظة ؟!!!
صراع من أجل الكرسي.. صراع على المناصب.. صراع على مقعد المحافظ.. صراع على الرئاسة.. صراع على من يبرز في الواجهة.. صراع أمام الكاميرا.. صراع للوقوف للإجابة على وسائل الإعلام.. صراع.. صراع.. تنوعت التسميات.. والصراع واحد هو الصراع للسيطرة علي السلطة التي هي همُ كل من لا همَّ له في هذه المحافظة . إن الصراع بين من يتصارع من أجل الجلوس على الكرسي .. ويا ليت التصارع بشرف وبكفاءة.. للأسف التصارع بأن يبذل المتصارع كل ما لديه من مكيدة وعنف وقوة ومقدرة على الوصول إلى الكرسي الأول من الصف الأول.
إذا هي لعبة الكراسي التي كنا نلعبها ونحن صغار.. وقد لا يكون وعينا حقيقة هذه اللعبة القذرة التي ممكن أن تدفع فيها زميلك ليقع صريعاً على الأرض.. كنت أتمني أن يكون الصراع على الخدمة التي يحتاج إليها المحافظة وأبنائها، لا صراع علي مقاعد للجلوس والاستراحة عليها من هَّم المواطن.. الغريب أنهم يجلسون على الكراسي ويقولون في نفس الوقت نحن في خدمة المحافظة وأبنائها.. والمحافظة وأبنائها منهم براء..
لقد غاب عن ذاكرة أصحاب الكراسي أن خدمة المحافظة و ابنائها هي مهمة كل مواطن وطني شريف، يحب محافظته وينتمي فعلاً إليها، ويحب أن يخدم أبناءها سواءً أكان على كرسي السلطة أم لم يكن.. ! إن صراع الكراسي لم يكن على السلطة التنفيذية فقط في محافظة انقسم أعضاء مجلسها في سبيل الصراع.. وترك القضية الأساسية.. قضية خدمة أبناء المحافظة .. لتصبح قضيته هي الصراع على الكراسي.
قد نجد الصراع أصبح في كل مكان من الدوائر الحكومية في المحافظة على السواء.وقد ينتقل الصراع إلى الإخوة والأقارب والعشائر .. وتصبح المحافظة تحت رحمة الصراعات .. الكل يتصارع .. صراع من أجل أن يملآ جوفه وبطنه وخزينة داره ... حرام .. يوم لا ينفع مالاً ولا بنون ألا من أتى الله بقلب سليم .. فالكرسي وضع لخدمة الناس .. لا للتعالي عليهم ونهب خيراتهم وأموالهم .
لا يختلف اثنان على أن ما يجري في محافظة ذي قار ، سببه هو الصراع، وعدم اتفاق أعضاء مجلس المحافظة فيما بينهم علي كيفية الجلوس على الكراسي، وأنهم يتصارعون في إصرار للحصول على منصب تنفيذي مهما كلف الأمر، ولا يهمه في كل ما يجري في المحافظة من تدهور الخدمات والأمن .. لقد أدت النعرات الحزبية في المحافظة إلى صراعات داخلية يصعب فك لغزها ، ولم تحسم نتائجها إلى حد الآن . وهل يستمر الصراع على حساب قضايا أبناء المحافظة ؟ً!!!
وفي النهاية نؤكد أن الكرسي لمن يخدم أبناء المحافظة، فمن يجد في نفسه الكفاءة والمقدرة على العطاء والانتماء إلى المحافظة والأخلاق والوطنية، فليتقدم ويجلس علي الكرسي الأول، ومن لم يجد فليترك الكرسي لغيره الذي هو أجدر به، وأحق به، ويليق به أن يجلس عليه. فأن مصير المتصارعين ... الهاوية .
https://telegram.me/buratha