بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.) سبأ- 28.
شجرة الإسلام ليست كباقي الشجر. أنها شجرة ربانية وارفة الظلال ، ودانية القطوف لكل نفس تروم الشفاء من أمراضها من اليوم الأول الذي آنبثق نورها على الأرض.وتدلت قطوفها بمرور الزمن لتعيد للبشرية عافيتها، وتشفي كل جراحاتها المتراكمة بأمر الخالق العظيم، والتي بشر بها أشرف خلقه، وأكملهم خلقا وسماحة ونقاء وطهرا ألا وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ص .
وستبقى هذه الشجرة وارفة الظلال، طاهرة ندية يانعة. مابقي الوجود . وأوراقها الغضه لاتعرف الذبول. وثمارها الناضجة تنور القلوب ، وتشفي ألأرواح، وتنور البصائر مهما آشتدت عليها العواصف العاتية منذ أن آنطلق ذلك النداء الرباني العالمي البليغ :
بسم الله الرحمن الرحيم:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.)
سورة الحجرات-13.
أن سر بقاء الإسلام وديمومته وامتداده على رقعه شاسعة من هذه الأرض هو عالميته وكونه نظاما اقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا يصلح لكل البشرية، ويعمل على حل المشاكل والمعضلات التي تواجهها على أسس سليمة ومنطقية وجذريه سداها ولحمتها العدل والمساواة. بعيدا عن الاستبداد والإكراه والتقليد الأعمى. وهذه الصفات التي نادت بها هذه الشريعة الغراء جعلتها تنطلق إلى أقصى بقعة في آلعالم الأرض، وتجد لها المكان الأرحب والمتميزبين العديد من شعوبها.لكن من تعامى عن فهم هذه العقيدة السامية النابضة بآحترام الإنسان من داخلها وخارجها أصروا على جهلهم وعمايتهم ، وأغمضواعيونهم ، وأقفلوا قلوبهم حتى لايدخل إليها هذا النور الإلهي الباهر.فراحوا يكيدون لها نتيجة لجهلهم وتعصبهم.
ويصف الله سبحانه هؤلاء في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم:
( لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ.) سورة الأعراف- 179.
لقد أثبت الإسلام بأدلته الواقعية ، وقوة برهانه الساطع إنه القانون الشامل لكل ماعانته البشرية من ظلم وانتهاك لحقوق الإنسان واعتداء على كرامة النفس البشرية حيث قال الله في محكم كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ.) هود-113.
لقد كانت هذه الرسالة الغراء كانت حربا لاهوادة فيها على الرق والعبودية والاستغلال والنعرات العنصرية حيث أعلنها الرسول العظيم محمد ص واضحة جلية :
( أن لافضل لعربي على أعجمي ألا بالتقوى ) و(كلكم لآدم وآدم من تراب ) و(إن الله قد أذهب عنكم رجس الجاهلية بالتفاخر بآبائكم وعشائركم .)
لقد أثبتت رسالة الإسلام بأنها الرسالة الحقة التي وضعت الأساس القويم والمحكم للتعارف والإخاء والوحدة بين شعوب الأرض.وإنها ضد كل من يسبئ إلى هذه العلاقة ،ويسعى إلى تشويهها بترويج الأضاليل والأكاذيب عنها.
أنه الدين القيم الذي لاتستطيع قوى الظلام تشويه حقيقته الناصعة،وهي ليست دولة داعش الظلامية التي تشهر سيوفها وسكاكينها وبغيها اللامحدود على رقاب الأبرياء بآسمها . إن رسالة الإسلام متناقضة تماما مع جرائم هذه الوحوش البشرية التي تجز الرقاب ، وتنتهك الأعراض ، وتنهب الممتلكات، وتوغل حرقا وتدميرا في المدن الآمنة. حتى وصل شرها وشرورها إلى المدن الأوربية لتشعل من في قلبه مرض نار الحقد الأعمى لكي يطلق سيل من التهم الجاهزة المغرضة على هذه الرسالة ، ويلصق بها تهمة الإرهاب ظلما وعدوانا. حتى أصبح الإنسان المسلم في بلدانهم تحوم حوله الشكوك نتيجة لما يقوم به نفر ضال إنحرف عن هذه الرسالة السماوية فآرتكب جرائمه بآسمها.
إن الإسلام يرفض كل أنواع الظلم ؟وإن هذه الجماعات الضالة من القاعدة وداعش والنصرة لاتمثل إلا أفرادها . وأن كل الحريات في العالم لها ضوابط أخلاقيه وهي أمانه في أعناق الداعين لها .
إن الجريمة التي حدثت في باريس على صحيفة ( شارلي إيبدو ) الفرنسية أمر يستهجنه الإسلام لكن إعادة نشر الرسوم بثلاثة ملايين نسخة، ووقوف مجرم الحرب (نتنياهو) ومن شجع على دخول الإرهابيين إلى سوريا والعراق في مقدمة صفوف المستنكرين تحمل في طياتها الكثير من التساؤلات .
سيبقى الإسلام رغم كل التهم الظالمة بحقه دين سلم ومحبة ووئام مادامت البشرية .
https://telegram.me/buratha