المقالات

مرجعية الخلاص!

1503 00:08:49 2015-01-19

قرونٌ من الزمن مرّت، والأمة تعيش في يُتم، حيث كان الرب تبارك وتعالى، يبعث الأنبياء والرسل الى الخلق، ويخلفهم بالأوصياء والأولياء، لكنما وبعد أن إختتمت النبوة ورحل سيد الرسل الى جوار ربه، وتبعه الأوصياء واحداً تلو الآخر، حتى فقد آخرهم، فجفّت المرابع، ولم يتبق لنا سوى العلماء!
منذ خمسة عشر عاماً خلت، كنت في المرحلة الأولى من دراستي الجامعية، وأنا أراجع محاضراتي كثيراً، بيد أنني لا أفهم شيءً مما أقرأه، وبعد أن تقطعت بي السبل، قررت الذهاب لزيارة المرجع السيستاني، لكي يدعو لي، لعل أحوالي تتبدل! وبالفعل ذهبت هناك، وكانت تلك زيارتي الأولى للمرجع.

في شارع الرسول، المجاور لمرقد الإمام علي عليه السلام، وفي أحد الأزقة الضيقة، الذي يقع فيه "براني" السيد المرجع، وقفت مع جمع الزائرين، في طابور طويل، حتى دخلنا الى أحد الغرف، وإذا بالمرجع الذي ما فتئنا نذكر إسمه، ونحدّق في صوره؛ إذا به جالس أمامي بلحمه وعظمه!
كل فرد من الزائرين، ينحني أمام المرجع، ويقبّل يده، حتى حان دوري، فأرتعدت فرائصي، وكأن لساني قد شُل، ولم أنبس ببنت شفه، ففعلت كما فعل الآخرون؛ قبّلت يده الشريفة، ووقفت لأتنحى جانباً، ومن ثم أخرج من الغرفة، بيد أنني فوجئت، بأن سماحة السيد السيستاني بقي ممسكاً بيدي!
كأن الزمان قد توقف، وأنا أحدّق في ذلك الوجه النوراني لسماحة السيد، فقد إلتفت إليّ وقال مبتسماً: "الموفقية والنجاح إن شاء الله" عندها أزداد ذهولي، وأخذت أتسائل: كيف علم المرجع، بأنني جئته من أجل أن يدعو لي؟! وهكذا مرت الأيام، وشعرت بأن ذهني قد تفتح من جديد، وفي كل فصلٍ دراسي، أكون من الأوائل، ببركة دعاء المرجع!

منذ 1200 عام، والمرجعية الدينية، تقود دفة الأمة نحو شاطيء الخلاص، ومهما مرت بالمرجعية من ظروف عصيبة؛ وما نزل بها من أصناف البلاء؛ بيد أنها بقيت شمّاء كالطود الشامخ، لا تهزّها رياح الظلم والجور والظلام، مستوثقة بالقيم الأخلاقية والعقائدية، التي سنّها الدستور الإلهي، وجسدها الأنبياء، وورثها العلماء.

في العقد الأخير من تأريخ العراق، وما مر به من تقلبات سياسية وأمنية؛ كان للمرجعية الدور الأبرز، في حلحلة القضايا المتعلقة بها، بمواقفٍ إتسمت بالحكمة والموضوعية، منذ سقوط النظام البائد، وتشكيل الحكومة الإنتقالية، وكتابة الدستور، مروراً بالتغيير الأخير عام 2014، وآخر تلك المواقف الحكيمة؛ فتوى الجهاد الكفائي!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك