يُقال "الفرصة تمر مرّ السحاب".. فرصتنا دامت عشر سنوات, ولن نستثمرها, بل فرّطنا بها بطريقة ساذجة, حتى كاد وصف "السفهاء" القرآني ينطبق علينا!.. طيلة ذلك العقد المشحون, لم نصُخ السمع للمحذرين والناصحين, ولعل العكس حدث دائماً؛ إتهام من يحّذر وينصح بالتخّوين, بطريقة ساذجة, لسنا بمعرض نقدها؛ فما حصل خُطَّ في صفحةِ قدرِ العراق وإنتهى الأمر..
كانت الفرصة جاهزة, وكان صوت المستثمر تخنقه ضجّة الغباء الدائر حول مائدة الزعامة..تجاوزنا العقد, ونحن نستمع لتحذيرات وزير النفط الحالي, وبحوثه وكتاباته عن مخاطر "الدولة الريعية" و "الإقتصاد الأحادي" و "ضرورة إيجاد البدائل" وغيرها من النصائح المجانية التي تُقدّم على مرأى ومسمع من الحكومات والشعب..بعضهم مزّق تلك النصائح؛ وكأنه يثأّر من الشعب, تعبيراً عن حقده على الناصح!..
ماذا جنيّ العراق, وشعبه طيلة سنوات "الميزانيات الإنفجارية"؟!..لقد عدنا إلى البداية, ووقعنا في المحذور الذي رسم عبد المهدي لنا طريق الخلاص منه. أسعار النفط بإنخفاضٍ مستمر, وما زال هو موردنا الوحيد, الأمر الذي جعل العراق مصنّف تحت لونٍ أحمر, يعبّر عن حجم التأثّر!..
لا ريب إنّ الأمر لم يكن يسيراً؛ بيد أننا لو بدأنا منذ الكلمة الأولى لنجل "النائب العطشان", لقطعنا أشواطاً بطريق الخلاص من قيودِ لعبة الكبار..
لعبة لا يقدر على مواجتها, سوى رجال دولة لا يتعكّزون على المعوقات؛ وهذا ما يؤشّر اليوم على السيد عادل عبد المهدي, إذ خرج من مرحلة التحذير, ولم يلم أحداً لعدم الأخذ بنصائحه, حيث بقي صامتاً متفرغاً لمواجهة قدرنا النفطي..
ستنتهي الأزمة بتداعيات أقل من المتوقع, ورغم الصعوبات, سيعبر العراق هذه المرحلة الحرجة..قد يقول أحدهم: كيف؟..أقول: تابع نشاطات وزير النفط العراقي بدقة وأنت تعرف..
https://telegram.me/buratha