المقالات

نقبل بالتقّشف.. بشروط؟!.

1107 02:36:19 2015-01-15

رغم الضجة المُثارة, والجدل الدائر, منذُ شهرين أو أكثر, حول ضعف الموازنة, إلا أنني أعتقد أن في الأمر شيئاً من المبالغة, فالـ95 مليار دولار أو يزيد, رقماً قد لا تحظى به موازنات دول عديدة كإيران وتركيا ومصر, إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار فارق نسبة السكان بين العراق وتلك البلدان.
مع الفرض (في ضل التراجع الكبير لإسعار النفط ), أن ميزانيتنا لهذا العام تبدو شحيحة, ولا تكفي لسد حاجات البلد الأساسية, بسبب تكاليف الحرب المستمرة ضد تنظيم داعش الإرهابي, وكذلك ما ورثته الحكومة الحالية, من خواء مالي, بسبب الفساد, والسياسات الإقتصادية الفاشلة, والهدر غير المُبرر للميزانيات (الإنفجارية) كما أُطلق عليها, طيلة السنوات السابقة, وإذا كانت الحكومة والبرلمان الجديدان, يحاولان إيجاد صيّغ وحلول مناسبة ومقبولة لتمشية الأمور, من خلال وضع ضوابط تحدّد أوجه الصرف, وتقنين الإنفاق, وإعتبار هذه السنة, سنة تقشّف, فلا مانع لدينا (كشعب), من التنازل عن بعض حقوقنا, ومشاركة حكومتنا في حل تلك الأزمة, ولكن بشروط.

أولى تلك الشروط, تشريع قوانين, تكون مِلزمة وصارمة, لإستحصال الضرائب من الأثرياء, وأصحاب المشاريع الكبيرة, في القطاع الخاص, وكذلك أصحاب (الدرجات الخاصة), وكبار الضباط, وبنسبة لا تقل عن 50 % وتحقيق العدالة, في توزيع رواتب الموظفين, وتوحيدها حسب الدرجات, في جميع المؤسسات الحكومية.

و ثانيها, ضغط وخفض نفقات الرئاسات, وأعضاء البرلمان, ومجالس المحافظات, وإلغاء الإمتيازات, والإيفادات (بإستثناء الضرورية), وتقليص عدد الحمايات, و منع شراء سيارات جديدة, وأثاث جديد, لمكاتبهم, فحسب مختصين أنفق العراق حوالي 10 % من موازناته السابقة, على الكماليّات (السيادية)!!.

و ثالثها, إصلاح النظام القضائي, وإنشاء محكمة خاصة, تمتلك الحصانة المُطلقة, للتحقيق في كشف المفسدين, والسُرّاق, وإجبار المُشتبه بهم على الوقوف أمام قضاتها, وبشكل علني ومكشوف أمام الرأي العام, وإنزال أقصى العقوبات بحق من تثبُت إدانتهم, أياً كانت مناصبهم, و مواقعهم القديمة والحالية, (وبمناسبة الحديث عن المحاكم, أتمنى تشكيل محاكم عسكرية مؤقتة, تُحل بعد إنتفاء غرض تشكيلها, مثل (محكمة سبايكر), أو (محكمة سقوط الموصل), أو (محكمة هروب سجناء أبو غريب), وهكذا.. أعود لحديثي حول محكمة الفاسدين, حيث أقترح تسميتها, (محكمة من أين لك هذا).

و رابعها, تحريك الدعاوى القضائية بحق المتهمين بإختلاس أموال الشعب, من الهاربين خارج البلاد, والتّحري عنهم, والتنسيق مع الشرطة الدولية, لإلقاء القبض عليهم وجلبهم إلى بغداد. 

و خامسها, التدقيق الشديد في الإستثمارات الممنوحة للشركات, خلال فترة (الولايتين المظلمتين), ومطابقتها مع التشريعات والقوانين, والأسعار الحقيقية السائدة.

و سادسها, تشكيل لجان (حقيقية) فاعلة ومتخصصة, مهمتها مراقبة المصروفات في جميع المؤسسات الحكومية, في بغداد والمحافظات, ولا بأس من الإستفادة من خبرات الشركات الأجنبية, في هذا الجانب.

و سابعها, حل المشكلات المالية والنفطية, العالقة, ما بين الحكومة الإتحادية وأقليم كردستان, بما يضمن حقوق وواجبات الطرفين.

و ثامنها, يجب, مغادرة (لعبة) كشف المسؤولين عن ذممهم المالية, فتلك حالة (صورية مُخادعة), أصبحت من السخريات, فيمكن لأي مسؤول, وبسهولة متناهية, أن يسجل أمواله وعقاراته بأسماء أقاربه ومعارفه.

و تاسعها, توفير الضمانات الصحية والمهنية والتقاعدية, للعمال والكسبة, وتأهيل المصانع المُعطّلة, والعمل على تنويع مصادرالثروة الحيوانية وتطوير الواقع الزراعي, في (بلاد ما بين النهرين), ومن الممكن أيضاً أن نُفيد من الدول المتقدمة في هذا المجال.

و عاشرها, رعاية العمال وذوي الدخل المحدود, وحمايتهم من جشع أرباب العمل, وإيجاد برامج حكومية تحفظ حقوقهم وكرامتهم, وتؤمن مستقبل عوائلهم.

و حادي عشرها, وثاني عشرها, و ...

حينذاك, سوف نتقشف ونحن (الممنونين), أما أن نتقشّف وغيرنا متنعّمين, وسُرّاقنا, لا زالوا يكرعون كؤوس المناصب والمواقع والإمتيازات, فذلك ما لا نقبله أبداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك