لم يكن السيد عادل عبد المهدي, من صنف الرجال الراكضين خلف الكراسي, أو المتشبثين بها,على العكس كانت المناصب هي من تبحث عنه, تخلى الرجل لمرتين عن موقع رئاسة الوزراء, عندما وجد أن التنافس مع شخصيات أخرى من التحالف الوطني, في تلك المرحلة, سوف لن يصب في صالح الأغلبية, وتالياً قدم إستقالته من منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية, فور سماعة طلب المرجعية الشريفة بترشيق الحكومة.
لن أتحدث عن تاريخه وتاريخ عائلته, فذلك أمراً معلوما, ولن أسطر جهوده في إسقاط حوالي 80ِ% من ديون العراق, أثناء توليه وزارة المالية, أيام حكومة علاوي, ولن أتوسع في مسألة إعداده لأول ميزانية عراقية, عام 2005.
يمتلك عبد المهدي كل مقومات النجاح, كسياسي عريق, ينتمي إلى تيار كبير, وإقتصادي مرموق يحمل أعلى الشهادات الأكاديمية, من أرقى الجامعات العراقية والفرنسية, و يحمل مشروعاً ناجحاً وواقعياً, لإصلاح إقتصاد البلاد, ولهذا تكالبت عليه بعض القوى الفاسدة, والشخصيات المتسلطة الفاشلة التي لا تريد مصلحة البلاد والعباد.
حاولوا خلال السنوات الثمانية الماضية, أن يلصقوا به وبتيار شهيد المحراب, أنواع التُهم والإفتراءات الباطلة, في محاولات بائسة, ومكشوفة الغرض منها هو التسقيط الرخيص, غير أن السيد عبد المهدي بقي ثابتاً, صلباً, رصيناً, لا يحيد عن ما يحمله من مبادىء عليا, كان على الدوام يقدم المشورة والنصيحة, لحكومة السيد المالكي, رغم معرفته التامة بنواياهم تجاهه, وتجاه تياره.
همه الأول كان إنجاح العملية السياسية والإقتصادية, بجميع مفاصلها, والتخلص من فوضويتها وعبثيتها وتخبطها وفسادها وفشلها المتوالي, حاول تقويم الأعوجاجات, وما أكثرها, ولكن لم يسمعه أو يصغ إليه أحد, فالقوم كانوا ماضون وموغلون, في عمق الفساد و طوله وعرضه.
أخذ الرجل يعمل بصمت, ويكتب إفتتاحية جريدة العدالة, يشخص من خلالها السلبيات, والأخطاء, ويقدم الحلول, يعرض ذلك بشكل رصين وبعقلية الخبير, غير أن أحداً من الفاشلين إبتداءاً من زعيمهم, لم يكن يقرأ حرفاً واحداً, فقد كانوا مشغولين بتدعيم سلطانهم, وتنمية مشاريعهم الشخصية والحزبية.
بعد إستلام السيد عبد المهدي وزارة النفط, في الحكومة الجديدة, بدأ العمل منذُ اليوم الأول, ورغم أنه لم يسلم من تقولات (فاسدي الأمس), حيث حشدوا إعلامهم وأدواتهم, وأبواقهم المأجورة, وبدأوا في إثارة بعض المشاكل في هذه المحافظة أو تلك, إلا أن الرجل لم يلتفت كعادته لسفاسف الأمور, فهو ماض في طريقه, ومشروع تياره, في بناء الدولة العصرية العادلة, وتحقيق الرفاه الأقتصادي والإجتماعي لجميع شرائح وطبقات المجتمع.
https://telegram.me/buratha