التكيف مع الأوضاع الصعبة والإستثنائية هو أحد أسرار بقاء البشرية وعدم إنقراضها، ألا انه في بعض الأحيان يفقد بعضنا القدرة على العودة إلى ما كان عليه قبل هذه الظروف الإستثنائية،فمثلا في الولايات المتحدة الامريكية بعد تحرير العبيد، فضل البعض منهم البقاء مع مالكيهم، وذلك لأنهم إعتادوا العيش كعبيد، ولا يعرفون اصلا معنى الحرية وحق تقرير المصير.
ولأن العراق حكم من قبل العديد من الطغاة والجبابرة، فقد جبل بعض سكانه على حب العبودية والخنوع، فما أن يخلصهم الله من طاغية حتى يبحثون عن آخر، وأن أتاهم اي مصلح ليذكرهم بأن العبودية لله وحده ناصبوه العداء وكذبوه، هذه حالنا منذ نمرود فيزيد فهدام اللعين الى المالكي.
المالكي شخص عادي بسيط أستلم الحكم في ظرف صعب، فأحسن في بداية حكمه،وما حوله إلى طاغية إلا المتملقون ومحبي العبودية، فكل ما يفعله صحيح وأن كان خطأ، وكل ما يقوله أمر وأن خالف الشريعة والدين.
أخطاء ادارية بسيطة تحولت إلى قضايا فساد فإستنزاف لميزانيات البلد، وكل ناقد وكاشف لهذه القضايا هو عميل مغرض، وأن قدم جبل من الادلة، أي اشاعة يطلقها المالكي وبطانته على أي من خصومه السياسيين فهي حقيقة لا تقبل الشك عندهم، وأن خالفت العقل والمنطق.
وصل الفساد الإداري والمالي إلى المؤسسات الأمنية والعسكرية فتم أبعاد أكثر المجاهدين الشرفاء أو تجميدهم، بحجة جهلهم بالعلوم العسكرية وعدم قدرتهم على القتال، ومن ثم سلمت المناصب الحساسة إلى أتباع هدام اللعين، لأنهم من ذوي الخبرة التي لا يمكن الاستغناء عنها،طبعا هذه الخبرة كانت في التملق، ونقل الأخبار الكاذبة من أرض المعركة ،مما كلف البلد آلاف الضحايا ومليارات الدولارات.
ورغم التحذيرات والتنبيهات المتكررة، أن المؤسسة الأمنية ليس لها قدرة حقيقية على مواجهة التحديات، وأننا سنستيقظ يوما على كابوس ولكن القائد الضرورة ومؤيديه أصروا على رأيهم.
إستيقظنا على داعش وكانوا أسوء من كابوس، هرب القادة أصحاب الخبرة تاركين أسلحتهم للعدو،وبأمر المرجعية تصدى المتطوعين من المجاهدين الجهلة لداعش، فألقوا الرعب في قلوب برابرة العصر، وتوالت الإنتصارات من جديد.
خرج مختار العصر بأمر المرجعية أيضا وبدأت الاصلاحات، الكثير ممن أتبعوه علموا أنهم كانوا على خطأ، وأن مختارهم فاسد دجال، ومع ذلك لا زلنا نرى العبيد من أتباع المختار، يحزنون لخسارة داعش أكثر من داعش انفسهم، فلا ينقلون انتصارات الجيش والمتطوعين بل يكتفون بنشر الإشاعات والأكاذيب، وجل غايتهم أن ينفرط عقد المتحالفين ضد داعش وتنتصر من جديد، فيكون لهم الحق بتبرئة مختارهم وقادته من الخيانة والجبن.
لكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، سيظل العراق صامدا أبيا بتوجيهات مرجعيتنا الرشيدة في النجف الأشرف، وأتباعها المخلصين، وداعش زائل بأبديهم بأذنه تعالى، وسنعود لمحاسبة كل الخونة والمفسدين، وأولهم المختار الجديد.
https://telegram.me/buratha