ثمة أفات سياسية وأمنية وأقتصادية، تسببت في المأزق السياسي الذي يمر به البلد، ومن تلك الآفات؛ هي النخب الزائفة، والتي تمثل أس تلك المشاكل، والعقبة الكأداء بوجه تقدم البلد وإزدهاره!
تلك النخب الزائفة، تفتقر الى سائر صفات النخب، سوى ما ترتديه من بدلة رسمية، وربطة عنق، وأمتلاكها لفصيل من الحماية، ورابطة قرابة مع مسؤول فاسد! فتكوّن بذلك إطاراً براقاً لصورة مشوهة!
في مختلف مواقع المسؤولية وصنع القرار، ثمة شبكات من أولئك المفسدين، فضائيي الفكر؛ فثمة سائق، أو مرافق شخصي، أو أحد أفراد الحماية لذلك المسؤول الفاسد، في ليلة وضحاها، أصبح مديراً عاماً، أو عضو مجلس محافظة، أو حتى عضواً في البرلمان!
الفارق في الأمر أن يكون ذا قرابة من أحد المسؤولين؛ إبنه أو صهره، كي يكون ذو حظوة في منتدى النخبة الجديدة! وفي حقيقة الأمر، لم تكن تلك الظاهرة طارئة على مجتمعنا، بل هي متأصلة فيه، سيما ما ورثناه من فترة حكم البعث!
ليس ببعيد عن الصورة؛ بائع الثلج الذي أصبح نائباً لرئيس الجمهورية، والعريف الذي أمسى وزيراً للدفاع، والحكومة تعج بالأبناء والأصهار، فليس ببعيد عنا عهد عزت الدوري وحسين وصدام كامل، وعدي وقصي ...الخ!
لكن! بعد أن ولى ذلك العصر، وتمتمت الديمقراطية بخطابها؛ ظننا أن سُحب الظلام قد إنقشعت، وإذا بالنخب الزائفة، تتقدم المشهد السياسي والأمني من جديد، ومازال البلد يعاني من التركة التي خلفها لنا المالكي، من نخبة الأصهار؛ كالمدعو ياسر عبد صخيل، وأبو رحاب.
بفضل الرباط الصهري المقدس، مع فخامة رئيس الوزراء المالكي، إرتقى صهراه صخيل وأبو رحاب، من سطوح منازلهم، حيث أبراج الطيور، وفقاً لهوايتيهما (كمطيرجية) الى أبراج السياسة والحكم!
ما زلنا نعيش الدور عينه، والحكاية ذاتها، فبدلاً من أن تحكم النخب الحقيقية، إذا بالنخب الفاسدة تتصدر الموقف! فتروج لجهالاتها، وتفرض أتاواتها، وتنهب من خيرات الوطن، وتتلاعب بمقدراته! وتزيد على ذلك بمزاحمتها، وأتهامها للنخب الحقيقية!
ربما بعد بضع سنين، لن يبقى هناك نخب في الوطن، ويستحيل الأمر الى نخب الأصهار! كحال السلالات الحاكمة في العصور القديمة! وربما كحكم المماليك! وربما نضيف فقرة للدستور، يُشترط فيها: أن يكون المرشح لرئاسة الوزراء لا يمتلك أصهارا!
https://telegram.me/buratha